دين العلوي و مذهبه
الدين في العرف اللغوي يأتي على معان كثيرة نجتزي بأربعة منها
التوحيد....قال تعالى ( ألا لله الدين الخالص) أي التوحيد الخالص
الجزاء... قال تعالى (مالك يوم الدين ) أي يوم الجزاء
الحكم.... قال تعالى ( و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) أي في حكم الله
الطاعة.... قال تعالى ( و له الدين واصباً ) أي الطاعة دائماً.
و الدين في الاصطلاح الشرعي هو ما شرعه سبحانه و تعالى لعباده من شرعة أو منهاج على لسان رسول كريم,و قد ينحصر الدين في قضايا خمس............
(1)معرفة الخالق
(2)معرفة المبلغ عنه
(3) معرفة ما تعبد به و العمل به
(4) الأخذ بالفضيلة و رفض الرذيلة
(5) الاعتقاد بالمعاد و الدينونة.
وهذه القضايا الخمس يجمعها الإسلام الذي أكمل به الباري الأديان الإلهية و حصر تعريفها به بقوله تعالى( إن الدين عند الله السلام ) (سورة آل عمران) و الإسلام شرعاً, هو الإقرار بالشهادتين و الالتزام بأحكام الشرع, و لغة, هو الطاعة و الانقياد,
و لقد عرفه أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ....بقوله: ( لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها احد قبلي ,الإسلام هو التسليم, و التسليم هو اليقين, واليقين هو التصديق, و التصديق هو الإقرار, و القرار هو الأداء, و الأداء هو العمل فهو بهذا يشمل
اعتقاد العباد و أفعالهم, ة الإسلام و الإيمان مترادفان و يطلقان على معنيين (أعم و أخص ) و يعتمد المعنى الأعم على ثلاثة أركان, التوحيد, و النبوة , و المعاد , ( من آمن بالله و رسوله واليوم الآخر ) فمن دان بتوحيد الله و نبوة خاتم النبيين
محمد(ص)و اعتقد بيوم الجزاء فهو مسلم حقاً له ما للمسلمين و عليه ما عليهم و من أنكر ركناً من هذه الأركان الثلاثة فليس بمسلم و لا مؤمن , و يعتمد المعنى الأخص على الأركان الثلاثة المذكورة
و على ركن رابع هو العمل بدعائم الإسلام الخمس و هي : الصلاة , و الزكاة , والصوم , و الحج , و الجهاد , ( من آمن بالله و رسوله وعمل صالحاً )
وهذا المعنى هو الإيمان المعرف بقول أمير المؤمنين (الإمام علي)عليه السلام ( الإيمان اعتقاد بالجنان , و إقرار باللسان , و عمل بالأركان).
فتبين أن ما ورد في الذكر الحكيم من الإيمان بالمعنى الأعم و هو ما يراد به الاعتقاد فقط كان إسلاماً, و ما ورد في الذكر من الإيمان بالمعنى الأخص و هو ما يشتمل على الاعتقاد و العمل كان إيماناً
و على هذا فكل مؤمن مسلم و ليس كل مسلم مؤمناً والأصل في هذا التقسيم قوله تعالى :
(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم )( سورة الحجرات)
و قد زاده تعالى إيضاحاً بقوله الحق :
( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون )(سورة الحجرات)
و هذه حجة تقطع بان الإيمان , قول, و يقين, و عمل .
فدين العلوي التوحيد المحض و تنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق , و الإقرار بنبوة سيد الرسل محمد(ص) و الاعتقاد بالمعاد , و العمل بدعائم الإسلام الخمس , و يتفق و جميع الشيعة الامامية على زيادة ركن خامس على هذه الأركان الأربعة التي هي
أصول الإسلام و الإيمان بالمعنى الأخص عند جمهور المسلمين , ألا و هو الاعتقاد بالإمامة , يعني إن العلوي يعتقد أن الإمامة منصب الهي يختار الله لها من يشاء اختياره للنبوة و الرسالة , ( وربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة ) و كما أن
تأييد النبي بالمعجزة نصّ عليه من الله , فالبارئ سبحانه يأمر نبيه بالنص على من ينصبه إماماً للناس من بعده , للقيام بالوظائف التي كان يقوم بها النبي سوى أن الإمام لا يوحى إليه ,( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) والفرق بين
النبوة و الإمامة واضح جلي , و هو أن النبي يبلغ ما ينزل إليه وحياً من ربه و الإمام يبلغ ما يتلقاه من النبي مع تسد يد الهي , فالنبي مبلّغ عن الله و الإمام مبلغ عن النبي . و الأئمة عند العلويين اثنا عشر كل سابق ينص على اللاحق , و الاعتقاد بعصمتهم
شرط في صحة إمامتهم و إلا لزالت الثقة بهم , و أولهم آخر الأوصياء لآخر الأنبياء , الإمام علي المرتضى , فالحسن المجتبى , فالحسين شهيد كربلاء , فعلي زين العابدين ,فمحمد الباقر ,فجعفر الصادق , ( و إليه ينسب فقه أهل البيت )
فموسى الكاظم , فعلي الرضا , فمحمد الجواد , فعلي الهادي فالحسن العسكري , فمحمد بن الحسن المعروف بالمهدي القائم المنتظر حجة العصر و الزمان , صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .
و العلوي شديد التمسك بولائه حريص على الاعتقاد بأنهم أمناء الله في أرضه, و خزنة علمه, و حججه على خلقه, و أنهم أئمة معصومون.
و (عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون ) ما ضل من تمسك بهم , و لا زل من استضاء بنورهم , أخذاً بالنصوص الواردة الصريحة , و الأحاديث الثابتة الصحيحة
عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم إذ أهاب في الجاهلين و صرخ في الغافلين ......فنادى( يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا , كتاب الله و عترتي أهل بيتي ) .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم ( إني مخلف فيكم الثقيلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي , ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي )
و قال صلى الله عليه و آله و سلم ( إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي, كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض , و عترتي أهل بيتي لن يغترفا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما )
.