الفصل الأول من الكتاب
تعريف العلويين في كتاب النبأ اليقين للشيخ المرحوم محمود الصالح
ألحقت بالعلوي ياء النسبة على التبعية ,إذ أنها كما لا يخفى نسبة ولائية طبيعية ,وعلى هذا فكل امامي منتسب بولائه للامام علي عليه السلام فهو علوي ,ذلك الولاء المقدس المنبثق عن قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم
في غدير خم و قد جُعل له من أغصان الدوج مرتفع فارتقاه و خطب الناس فقال بعد كلام طويل و الكل شهود
(من كنت مولاه فعلي مولاه,اللهم وال من والاه, و عاد من عاداه,و انصر من نصره ,واخذل من خذله)
وعلى هذا المورد القدسي يلتقي كل شيعي مهما اختلفت نزعته و بعُد منبته,إذ لابد للفرع من اللحاق بالأصل ,و مما لا ريب فيه انه أصل مذهب التشيع و عليه بنيت قواعده,و لهذا المذهب أحكامه و مآخذه و لتابعيه مجتهدون ثقات
تفاضلت رتب معارفهم
الأمر الذي أدى إلى انقسام هؤلاء التابعين على أنفسهم فرقاً تبعاً لتعدد مجتهد يهم و تفاوت مدارك عقولهم في القضايا الفقهية,و كانقسام المسلمين كافة إلى سني و شيعي لاختلافهم في بعض أحكام الدين الفرعية,و انقسام أهل السنة إلى مذاهب أربعة تبعاً
للأئمة الأربعة ,و لولا إغلاق باب الاجتهاد عندهم لكثر مجتهد وهم و تعددت نزعات تابعيهم شأن إخوانهم الشيعة
وما من غرضنا في هذا المقام البحث في الخلاف و المختلف به,و إنما لنقيم الدليل على أن الفرقة العربية المشهورة بنسبتها الولائية العلوية,هي إحدى تلك الفرق المسلمة الشيعية
و رب قائل لمَ تفرد العلويون بهذا الاسم دون غيرهم من الشيعة و هل كانوا يعرفون به قديماً أم أن الأجنبي عرفهم به,فأقول له:
لا يتطرق الشك إلى قلب عاقل في علوية كل شيعي امامي,و إن تعددوا فرقاً و بعدوا منبتاً,إذ ليس التشيع إلا موالاة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام. و الأصل في تفرد هذه الفرقة (العلويين) بحمل هذا الاسم هو حملهم ما منوا به و أوذوا وحدهم
دون إخوانهم الشيعة في سبيل صدق ولائهم لأئمة الحق من مرارة التشريد و الإقصاء عن المدينة و الاجتماع,و وحشة سكنى المغاور و الأنفاق,و بحملهم مشاق الحياة و شظف العيش وقسوة أحكام الحكام الشعوبيين,مما اضطرهم إلى الانزواء في هذه الجبال
الوعرة الضيقة ,و اتخاذها مدخلات,حتى أصبحت بعد حين من الدهر تشاطرهم حمل هذا الاسم و يضحي أداة تعريف لها,فهي اليوم تعرف بجبال العلويين.هذه العوامل و الأسباب مجتمعة و منفردة بعض ما صان لهم شرف الانتماء إلى هذا النسب الولائي
المقدس و حفظ لهم حق التفرد به.
و لم يكن عرفان العلويين بهذا الاسم هدية من الأجنبي إليهم,أو منه منَّ بها عليهم كما يزعم المرجفون و أصحاب الأغراض السيئة,و إنما هو اسمهم الذي كانوا به يعرفون قديماً,إذ لا جدل أن علويي اليوم هم أحفاد أولئك العلويين القدماء الذين زانوا مفرق الأمة
العربية بأكاليل من غار انتصاراتهم على الروم أيام الدولة الحمدانية,و الذين كانوا يرفون به آنذاك تمييزاً بينهم و هم أنصار الأئمة من أبناء
علي(ع) و بين أنصار الخلفاء العباسين,ولا اعتقد أن مطلعاً على ما في بطون السير و التاريخ يخامره أدنى شك في علوية الحمدانيين وأشياعهم و معرفتهم آنذاك بهذا السم,و ما زال أحفادهم يعرفون به إلى أن سلبهم ساسة الجور علن انتسابهم إليه بعد ظهور
مذهب النصيرية,و استبدلوهم به اسم النصيريين سيراًعلى خطة الطعن و التجريح التي اعتادوا سلوكها حيال هذه الفئة العربية المؤمنة بحق آل بيت نبيها,بغية عزلها عن إخوانها الشيعة,و تبريراً لأعمالهم الوحشية معها و تمكيناً لهم في الأرض على حساب ظلمهم
و إرهاقها,و لقد تم لهم ما أرادوا,فرقوا بين العلويين و بين إخوانهم الاماميين,و ألزموهم اسم النصيريين رضوا أم أبوا,و أفاضوا بدعوتهم به حتى أمسى اسمهم الذي به يدعون,و علمهم الذي به يعرفون,إلى أن كانت الحرب العالمية الأولى و أخذت شمس الحرية
تنشر خيوط أشعتها على عالم الكون مؤذنة بمحو ظلم الاستعمار و قطع دابر المستعمرين,فهب العلويون لمقاومة (فرنسا) حجر الزاوية في بناء الاستعمار الغاشم ويلحون بوجوب تعريفهم باسمهم الحقيقي ( العلويين ) مما اضطر الفرنسيين إلى إعلان دعوتهم به.
و من البديهي أن الأجنبي إذ اعترف – مرغماً- باسمهم فعلى نية مبيتة بالشر و قلب مليء بالخبث و الضغينة,ولم يقصد- جرياً على سياسته المبنية على قاعدة( فرق تسد ) - إلا إحياء أراجيف سلفه الشعوبيين أعداء العروبة و الإسلام,من تفكيك
أجزاء الوحدة الإسلامية و فصم عراها و تفريق جماعتها,
( استنكاراً في الأرض و مكر السيئ و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ). و لكن الله سبحانه حفظ للأمة وحدتها و صان لها كيانها و رد كيد الظالم إلى نحره.
فمما سبق وضحت أسباب تفرد العلويين بهذا الاسم و قدم عرفانهم به,و دحض المزاعم بتعريفهم به من قبل الأجنبي,و تبين أن لا فضل عليهم بإعادة اسمهم إليهم,إذا كان الزمن عاد فسمح لهم بمسايرة ركبه بعد أن أسلمهم للانزواء و حال بينهم و بين الانطلاق
في ميادين التقدم أمدا طويلاً.
و ها هم أولاء ما إن سلكوا مناهج الحياة الحرة محتفظين بلغتهم و دينهم و أنسابهم و تقاليدهم حتى اقر العالم بوجودهم واعترفوا باسمهم.
و لكم يسرني و أنا أحد أفراد هذه الفرقة في عهد الحرية و الطمأنينة أن أكتب عنها بوضوح و جلاء.
تعريف العلويين في كتاب النبأ اليقين للشيخ المرحوم محمود الصالح
ألحقت بالعلوي ياء النسبة على التبعية ,إذ أنها كما لا يخفى نسبة ولائية طبيعية ,وعلى هذا فكل امامي منتسب بولائه للامام علي عليه السلام فهو علوي ,ذلك الولاء المقدس المنبثق عن قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم
في غدير خم و قد جُعل له من أغصان الدوج مرتفع فارتقاه و خطب الناس فقال بعد كلام طويل و الكل شهود
(من كنت مولاه فعلي مولاه,اللهم وال من والاه, و عاد من عاداه,و انصر من نصره ,واخذل من خذله)
وعلى هذا المورد القدسي يلتقي كل شيعي مهما اختلفت نزعته و بعُد منبته,إذ لابد للفرع من اللحاق بالأصل ,و مما لا ريب فيه انه أصل مذهب التشيع و عليه بنيت قواعده,و لهذا المذهب أحكامه و مآخذه و لتابعيه مجتهدون ثقات
تفاضلت رتب معارفهم
الأمر الذي أدى إلى انقسام هؤلاء التابعين على أنفسهم فرقاً تبعاً لتعدد مجتهد يهم و تفاوت مدارك عقولهم في القضايا الفقهية,و كانقسام المسلمين كافة إلى سني و شيعي لاختلافهم في بعض أحكام الدين الفرعية,و انقسام أهل السنة إلى مذاهب أربعة تبعاً
للأئمة الأربعة ,و لولا إغلاق باب الاجتهاد عندهم لكثر مجتهد وهم و تعددت نزعات تابعيهم شأن إخوانهم الشيعة
وما من غرضنا في هذا المقام البحث في الخلاف و المختلف به,و إنما لنقيم الدليل على أن الفرقة العربية المشهورة بنسبتها الولائية العلوية,هي إحدى تلك الفرق المسلمة الشيعية
و رب قائل لمَ تفرد العلويون بهذا الاسم دون غيرهم من الشيعة و هل كانوا يعرفون به قديماً أم أن الأجنبي عرفهم به,فأقول له:
لا يتطرق الشك إلى قلب عاقل في علوية كل شيعي امامي,و إن تعددوا فرقاً و بعدوا منبتاً,إذ ليس التشيع إلا موالاة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام. و الأصل في تفرد هذه الفرقة (العلويين) بحمل هذا الاسم هو حملهم ما منوا به و أوذوا وحدهم
دون إخوانهم الشيعة في سبيل صدق ولائهم لأئمة الحق من مرارة التشريد و الإقصاء عن المدينة و الاجتماع,و وحشة سكنى المغاور و الأنفاق,و بحملهم مشاق الحياة و شظف العيش وقسوة أحكام الحكام الشعوبيين,مما اضطرهم إلى الانزواء في هذه الجبال
الوعرة الضيقة ,و اتخاذها مدخلات,حتى أصبحت بعد حين من الدهر تشاطرهم حمل هذا الاسم و يضحي أداة تعريف لها,فهي اليوم تعرف بجبال العلويين.هذه العوامل و الأسباب مجتمعة و منفردة بعض ما صان لهم شرف الانتماء إلى هذا النسب الولائي
المقدس و حفظ لهم حق التفرد به.
و لم يكن عرفان العلويين بهذا الاسم هدية من الأجنبي إليهم,أو منه منَّ بها عليهم كما يزعم المرجفون و أصحاب الأغراض السيئة,و إنما هو اسمهم الذي كانوا به يعرفون قديماً,إذ لا جدل أن علويي اليوم هم أحفاد أولئك العلويين القدماء الذين زانوا مفرق الأمة
العربية بأكاليل من غار انتصاراتهم على الروم أيام الدولة الحمدانية,و الذين كانوا يرفون به آنذاك تمييزاً بينهم و هم أنصار الأئمة من أبناء
علي(ع) و بين أنصار الخلفاء العباسين,ولا اعتقد أن مطلعاً على ما في بطون السير و التاريخ يخامره أدنى شك في علوية الحمدانيين وأشياعهم و معرفتهم آنذاك بهذا السم,و ما زال أحفادهم يعرفون به إلى أن سلبهم ساسة الجور علن انتسابهم إليه بعد ظهور
مذهب النصيرية,و استبدلوهم به اسم النصيريين سيراًعلى خطة الطعن و التجريح التي اعتادوا سلوكها حيال هذه الفئة العربية المؤمنة بحق آل بيت نبيها,بغية عزلها عن إخوانها الشيعة,و تبريراً لأعمالهم الوحشية معها و تمكيناً لهم في الأرض على حساب ظلمهم
و إرهاقها,و لقد تم لهم ما أرادوا,فرقوا بين العلويين و بين إخوانهم الاماميين,و ألزموهم اسم النصيريين رضوا أم أبوا,و أفاضوا بدعوتهم به حتى أمسى اسمهم الذي به يدعون,و علمهم الذي به يعرفون,إلى أن كانت الحرب العالمية الأولى و أخذت شمس الحرية
تنشر خيوط أشعتها على عالم الكون مؤذنة بمحو ظلم الاستعمار و قطع دابر المستعمرين,فهب العلويون لمقاومة (فرنسا) حجر الزاوية في بناء الاستعمار الغاشم ويلحون بوجوب تعريفهم باسمهم الحقيقي ( العلويين ) مما اضطر الفرنسيين إلى إعلان دعوتهم به.
و من البديهي أن الأجنبي إذ اعترف – مرغماً- باسمهم فعلى نية مبيتة بالشر و قلب مليء بالخبث و الضغينة,ولم يقصد- جرياً على سياسته المبنية على قاعدة( فرق تسد ) - إلا إحياء أراجيف سلفه الشعوبيين أعداء العروبة و الإسلام,من تفكيك
أجزاء الوحدة الإسلامية و فصم عراها و تفريق جماعتها,
( استنكاراً في الأرض و مكر السيئ و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ). و لكن الله سبحانه حفظ للأمة وحدتها و صان لها كيانها و رد كيد الظالم إلى نحره.
فمما سبق وضحت أسباب تفرد العلويين بهذا الاسم و قدم عرفانهم به,و دحض المزاعم بتعريفهم به من قبل الأجنبي,و تبين أن لا فضل عليهم بإعادة اسمهم إليهم,إذا كان الزمن عاد فسمح لهم بمسايرة ركبه بعد أن أسلمهم للانزواء و حال بينهم و بين الانطلاق
في ميادين التقدم أمدا طويلاً.
و ها هم أولاء ما إن سلكوا مناهج الحياة الحرة محتفظين بلغتهم و دينهم و أنسابهم و تقاليدهم حتى اقر العالم بوجودهم واعترفوا باسمهم.
و لكم يسرني و أنا أحد أفراد هذه الفرقة في عهد الحرية و الطمأنينة أن أكتب عنها بوضوح و جلاء.