العنازة بلدة الحب وملتقى الأحلام

روبنسون كروزو 419777اهلا وسهلا بكم روبنسون كروزو 419777
في موقع العنازة بلدة الحب و ملتقى الأحلام
اخي الزائر ان اردت الاشتراك
اضغط على التسجيل وان كنت مسجل سابقا اضغط دخول
وأهلا بــك


روبنسون كروزو 34710


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العنازة بلدة الحب وملتقى الأحلام

روبنسون كروزو 419777اهلا وسهلا بكم روبنسون كروزو 419777
في موقع العنازة بلدة الحب و ملتقى الأحلام
اخي الزائر ان اردت الاشتراك
اضغط على التسجيل وان كنت مسجل سابقا اضغط دخول
وأهلا بــك


روبنسون كروزو 34710

العنازة بلدة الحب وملتقى الأحلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العنازة بلدة الحب وملتقى الأحلام

2 مشترك

    روبنسون كروزو

    ثائر
    ثائر
    مصور مبدع ....قرية نحل
    مصور مبدع ....قرية نحل


    ذكر
    بـــرجـــــــي بـــرجـــــــي : السمك
    عمـــــــــــــــــري عمـــــــــــــــــري : 47
    مســـــاهمـــاتي مســـــاهمـــاتي : 387
    بـلـــــــدي بـلـــــــدي : سوريا
    سـجلــت بــ سـجلــت بــ : 19/09/2009
    عـمــلــــــي عـمــلــــــي : روبنسون كروزو Office10
    هــوايـتـــــــي هــوايـتـــــــي : روبنسون كروزو Huntin10

    وردة روبنسون كروزو

    مُساهمة من طرف ثائر الجمعة فبراير 12, 2010 8:56 pm

    الفصل 1
    روبنسون كروزو يذهب إلى البحر

    ولدت في سنة 1632 في مدينة يورك , من عائلة جيدة . كان أبي قد أصبح ثرياً جداً كتاجر وتزوج أمي التي كان اسم عائلتها روبنسون . كان اسم عائلة أبي كرويتزناور , لكننا ندعو أنفسنا دائماً كروزو . هكذا أصبح اسمي روبنسون كروزو .
    قدم لي أبي تعليماً جيداً وأراد مني أن أصبح محامياً . كان قلبي قد استقر على أن أذهب إلى البحر , ولم يستطع أي شيء كان باستطاعة والدي أو أصدقائي قوله أن يغير عقلي . ذات صباح , ناداني أبي إلى غرفته وتكلم إلي بجدية عن مستقبلي . أخبرني بأنني إذا بقيت في البيت فإنني سأحصل على كل ما أريده . حذرني من أخطار الحياة في البحر وطلب مني ألا أفكر في ترك الوطن بعد ذلك . لفترة طويلة من الوقت , اتبعت نصيحته , لكن بعد أسابيع قليلة عادت إلي الرغبة في المغامرة . فقررت ذات يوم أن أهرب من البيت .
    بعد حوالي سنة حللت ميناء هَل البحري . كان أحد أصدقائي سيذهب إلى لندن في إحدى سفن أبيه . أقنعني في أن أذهب معه , قائلاً بأن الرحلة لن تكلفني شيئاً . لم أخبر هذه المرة حتى والدي بأنني سأسافر , لكن في سنة 1651 ركبت السفينة التي كانت ستسافر إلى لندن .
    لم نكد نخرج من المرفأ حتى بدأت الريح تهب والأمواج ترتفع . لأنني لم أكن في البحر من قبل أبداً , بدأت أشعر بالمرض والخوف . قررت أنني إذا وصلت بأمان إلى البر ثانية , فلن أذهب إلى البحر وسأعود إلى البيت مباشرة .
    بعد يومين كان البحر هادئاً وخفتت الريح . نمت جيداً أثناء الليل , وفي الصباح شعرت بأنني أحسن وأسعد حالاً . جاء صديقي ليراني ويضع يده على كتفي .
    سأل : " حسناً يا بوب , كيف حالك ؟ لابد أنك خفت في الليلة الماضية حين واجهنا ذلك القليل من الريح . "
    أجبت : " تدعوها القليل من الريح ؟ كانت عاصفة رهيبة . "
    أجاب صديقي : " عاصفة ؟ هل تدعو هذه عاصفة ؟ لماذا , كانت لا شيء على الإطلاق . أعطنا سفينة جيدة وبحراً صافياً ونحن لا نفكر بشيء عن ريح ضعيفة مثل تلك . سرعان ما ستنسى هذا . أنظر أي طقس جيد لدينا الآن . "
    ظللنا في البحر ستة أيام حين أتينا إلى يارماوث . كانت الريح تأتي من الاتجاه الخطأ , لذلك أُجبرنا على أن ننزل المرساة , وننتظر خارج المرفأ . بعد أن انتظرنا أربعة أو خمسة أيام أصبحت الريح أقوى مرة أخرى , لكن القبطان لم ير أي خطر . في يومنا الثامن في يارماوث كان البحر عالياً جداً لدرجة أن موجات عديدة سعدت فوق جنب السفينة . أمر القبطان أن تنزل مرساة أخرى كي لا ننجرف بعيداً . بدأ الكل يخافون .
    في المساء أصبحت الأمواج أعلى من أي وقت آخر ووصلت إلى فوق على جانب السفينة كل دقيقتين أو ثلاث . في البداية , كان على البحارة أن يستخدموا فؤوسهم لقطع سارية السفينة الأمامية . عندئذ أصبحت السارية الرئيسية مرتخية وكانت تهز السفينة كثيراً جداً حتى كان يجب أن تنزع وتقطع أيضاً .
    كانت لنا سفينة جيدة , لكنها كانت تحمل حمولة ثقيلة . إضافة إلى الحمولة الثقيلة كان هناك ثقل الماء الذي صعد إلى جانب السفينة . نزلت السفينة أسفل فأسفل في الماء . وفي منتصف الليل كان هناك خمسة أقدام من الماء في قاع السفينة . أُمر الكل بأن يعملوا على المضخات لضخ الماء وإخراجه , وانضممت إلى العمل بأفضل ما أستطيع .
    بدأ القبطان في إرسال إشارات طلباً للنجدة . بعد بعض من الوقت أرسلت منارة عائمة قارباً ليحاول مساعدتنا . لم يستطع القارب أن يصل إلى مسافة قريبة منا إلى أن رمى رجالنا حبلاً طويلاً . بالتجديف بجدية أصبح الرجال من المنارة العائمة قادرين على أن يمسكوا بنهاية الحبل . عندئذ أصبحنا نحن قادرين على أن نسحبهم إلى جانب سفينتنا وصعدنا كلنا إلى قاربهم . اتجهنا إلى الشاطئ , لكنها كانت رحلة بطيئة جداً , فقد أخذنا البحر إلى الشاطئ تماماً . أخيراً رسونا قرب بلدة كرومر , وهنا وصلنا كلنا إلى شاطئ البحر بأمان .
    حالما حططنا على الشاطئ , بدأنا نمشي نحو بلدة يارماوث , عوملنا هنا بلطف شديد وأُعطينا ملابس جديدة ونقوداً كافية لتأخذنا إما إلى لندن أو إلى بيوتنا . لو منت واعياً , لعدت إلى ميناء هَل ومن هناك ذهبت إلى بيتي في يورك . لكن شيئاً دفعني إلى الأمام وجعلني أقرر أن أستمر بمغامرتي . هكذا , ذهبت إلى لندن ...
    الفصل الثاني
    روبنسون كروزو يصبح تاجراً ويؤسر

    في لندن , كنت محظوظاً تماماً بمصادفة بعض أصدقاء جيدين جداً . كان أحدهم قبطان سفينة تجارية كانت على شاطئ غينيا .كان سيذهب إلى هناك ثانية ودعاني أن أذهب معه . أخبرني أن الرحلة لن تكلفني شيئاً . وإذا أحببت أن آخذ معي أي شيء لأبيعه , يمكنني أن أفعل هذا وقد أكسب ربحاً جيداً .
    قبلت عرضه وتابعت الرحلة معه , حملت معي ما يعادل حوالي أربعين جنيهاً من الألعاب وبعض السلع الأخرى التي أخبرني القبطان أنه يمكنني بيعها بكل سهولة . جعلت مني هذه الرحلة بحاراً وتاجراً معاً . أحضرت معي إلى الوطن من الرحلة ما يزيد عن خمسة أرطال من تراب الذهب بعتها في لندن بمبلغ ثلاثمائة جنيه .
    شجعني نجاح هذه الرحلة على أن أذهب مرة أخرى , مع أن صديقي القبطان مات حالما رجعنا , قررت أن أذهب إلى غينيا ثانية بنفس السفينة . تركن مائتي جنيه من ربح الثلاثمائة جنيه في يدي أرملتي القبطان الأمينتين . أخذت معي في الرحلة ما يكافئ مائة جنيه تقريباً من البضائع لأبادلها بالذهب . أملت في هذه الرحلة حتى أن أكسب ربحاً أكبر . أسفرت الرحلة عن كونها أسعد رحلة قمت بها في أي وقت من الأوقات .
    فيما نحن نذهب نحو جزر الكناري طاردتنا سفينة قراصنة تركية . أبحرنا بأسرع ما أمكننا , لكن سفينة القراصنة كانت أسرع منا وأمسكت بنا خلال بضع ساعات . قتل القراصنة ثلاثة من رجالنا وجرحوا ثمانية آخرين . أُخذنا كلنا كأسرى .
    جعلني قبطان سفينة القراصنة عبده . عند نهاية الرحلة أخذني إلى بيته , وأملت أنه حين سيذهب إلى البحر ثانية سيأخذني معه . فكرت أنه عاجلاً أو آجلاً سيؤخذ هو نفسه سجيناً من قبل سفينة إسبانية حربية . عندئذ سأصبح حراً . لكن حين ذهب القبطان تركني في بيته لأعتني بحديقته وأقوم بالشغل في منزله .
    حين عاد ثانية أُرسلت لكي أعيش على ظهر السفينة لأحرسها . هنا بدأت أفكر بطرق هرب , لكن لم تتح لي فرصة على الإطلاق إلى أن مضت سنتان . غالباً ما استخدمني القبطان للذهاب لصيد السمك في الخليج القريب من بيته . كان سيأخذ قارباً من قواربه الأصغر العائدة إلى سفينته . كنت سأذهب معه لأجذف القارب بمساعدة أحد خدمه . أحياناً كان يأتي أحد أقاربه , وهو مغربي , بدل من القبطان .
    حدث أن استقبل القبطان القرصان ذات يوم بعض الضيوف الآتين إليه . أراد أن يسليهم على ظهر سفينته , ولذلك أرسل كمية كبيرة جداً من الطعام أكبر من العادة . وأعددت كل شيء وانتظرت في الصباح التالي أن يصل القبطان وضيوفه . لكن , حين صعد على ظهر السفينة كان القبطان وحيداً. قال لي بأن ضيوفه لن يأتوا بعد كل هذا . أمرني أن أخرج كما هي العادة مع المغربي ونصطاد بعض السمك . قررت أن هذا هو وقت الهرب ، وهكذا بدأت أعد القارب ، لا لرحلة صيد سمك بل لرحلة بحرية .
    في بداية الأمر طلبت من المغربي أن يحضر لنا شيئاً نأكله . قلت بأنه لم يكن من الجيد أن نأكل الطعام الذي أرسله سيدنا لضيوفه .قال المغربي بأن هذا كان صحيحاً وذهب ليحضر بعض البسكوت والماء الطازج . بينما كان بعيداً , خبأت في القارب كمية كبيرة من طعام القبطان . خبأت أيضاً بندقية وفأساً ومنشاراً ومطرقة . مع الطعام الذي سيحضره المغربي , سيكون في القارب طعام وفير لرحلة طويلة تماماً .
    حين أعد كل شيء انطلقت في رحلتي لصيد السمك مع المغربي وخادم واحد . مررنا من المدخل إلى المرفأ وتابعنا حتى أصبحنا على بعد حوالي ميل من الشاطئ . اصطدنا السمك لبعض الوقت , لكننا لم نمسك بأي شيء .
    قلت للمغربي : " ذلك لن ينجح . لن نمسك أبداً بأي شيء هنا . يجب أن نذهب أبعد في البحر . "
    وافق وخطوت إلى الأمام في القارب إلى حيث كان يجلس المغربي . اعتقد أنني كنت سأبدأ في التجذيف . انحنيت كأنني سألتقط المجذافين , لكن بدلاً من هذا فاجأته ودفعت به بسرعة خارج القارب في البحر . ارتفع إلى السطح على الفور وبدأ يسبح نحو القارب . كان سيصل إليه بسرعة كبيرة , لكنني أحضرت البمدقية التي خبأتها وصوبتها نحوه .
    أخبرته : " يمكنك أن تسبح جيداً لتصل إلى الشاطئ من هنا . إذا فعلت هذا لن أؤذيك , لكن إذا اقتربت أكثر من القارب سأطلق النار عليك . "حدق المغربي بي لبعض الوقت وكأنه لم يصدقني لكنني أبقيت البندقية مسددة عليه . أخيراً استدار وبدأ يسبح نحو الشاطئ . حين ذهب , استدرت إلى الخادم الذي كان يدعى قصوري .
    وعدت : " قصوري , إذا أصبحت مخلصاً لي سأجعل منك رجلاً عظيماً . لكن إذا لم تقسم أن تكون صادقاً معي سأرمي بك في البحر . "
    ابتسم قصوري لي ووعد بحماسة أن يكون مخلصاً حتى أنني أبقيته في القارب كرفيقي .
    حالما حل الظلام رفعت الشراع وأبحرت إلى أسفل الساحل . تبعت خط الشاطئ , ومع بحر هادئ وريح تالية أحرزت تقدماً جيداً جداً . في حلول الساعة الثالثة في فترة بعد الظهر من اليوم التالي عرفت بأنني كنت على بعد يزيد عن مائة وخمسين ميلاً عن بيت القرصان . أردت أن أتأكد تماماً من أنني كنت آمناً , ولذلك لم أذهب إلى الشاطئ أو أنزل مرساة إلى أن أبحرت لمدة خمسة أيام . اعتقدت أنه لو كانت أي سفن تتبعني لكانت الآن قد تخلت عن المطاردة .
    ذات مساء , رسوت في مرفأ نهر صغير . كانت خطتي أن أنتظر إلى أن يحل الظلام ومن ثم أبحر إلى الشاطئ . حين حل الظلام , انطلقت ضجة عالية لحيوانات مفترسة نابحة ومزمجرة . خاف قصوري خزفاً شديداً وتوسل إلي ألا أذهب إلى الشاطئ في تلك الليلة .
    كان علينا أن نرسو على الشاطئ في مكان ما لأنه لم يتبق لدينا المزيد من الماء العذب في القارب , وهكذا انطلقنا في الصباح . أراد قصوري أن يذهب إلى الشاطئ وحده بينما حرست أنا القارب . فكرت أن من الأفضل أن نذهب نحن الاثنين معاً , وفي النهاية ذهبنا إلى الشطئ , وكل منا يحمل بندقية وجرتين للماء الطازج . حين حللنا على الشاطئ , افترقنا أنا وقصوري . ذهبت مباشرة إلى داخل البر , بينما سلك قصوري طريقه إلى أعلى الساحل . كان من اللازم أن يجد واحد أو الآخر منا جدول ماء عذب .
    بعد وقت قصير جداً عاد قصوري جارياً على طول الساحل بأسرع ما استطاع . ظننت أن حيواناً مفترساً كان يطارده , فذهبت إليه بأسرع ما استطعت . حين اقتربت أكثر , وجدت أنه كان يحمل على كتفه حيواناً صغيراً أطلق عليه النار واصطاده . سررنا جداً في أن يكون لدينا لحم طازج نأكله ثانية .
    كان علينا في مرات عديدة خلال رحلتنا أن نرسو طلباً للماء الطازج . ذات مرة في وقت مبكر من الصباح , حين كنا لصق الشاطئ , لاحظ قصوري أسداً .
    قلت : " يمكنك أن تذهب إلى الشاطئ وتطلق عليه النار . "
    قال قصوري وهو يبدو خائفاً : " لست أنا . ذلك الأسد سرعان ما سيأكلني . "
    لم أقل المزيد , لكن بعد أن رفعت بندقيتي صوبت أفضل تصويب ممكن . لسوء الحظ كسرت طلقتي الأولى رجل الأسد , نهض على ثلاثة أرجل وأطلق أعظم زئير مثير للخوف . أطلقت النار مرة أخرى , فأصبته هذه المرة في الرأس . مع أن الأسد لم يكن ذا نفع للطعام , فكرت بأن جلده قد يكون ذا قيمة لنا . لذلك انطلقت أنا وقصوري للعمل على سلخ جلده . عملنا طيلة اليوم كله وأنهيناه أخيراً . فردنا الجلد في الخارج ليجف في القارب , وبعد يومين كان جاهزاً ليخدمنا كساجدة أتمدد عليها .
    إلى الامام أبحرنا إلى الجنوب لمدة ثلاثة أسابيع أخرى . فجأة , صاح قصوري ذات يوم بصوت عال : " سيدي , سيدي , سفينة كبيرة ! "
    نظرت إلى حيث أشار ورأيت سفينة برتغالية . أدرت قاربنا في اتجاهها . كانت سريعة جداً إلى درجة أنني خفت أن تمر عنا قبل أن أتمكن من أطلق أي إشارة . لحسن الحظ , رآنا شخص على ظهر السفينة من خلال منظاره المقرب , فأبطأت السفينة البرتغالية . استغرقت ثلاثة ساعات من الإبحار الشاق لألحق بالسفينة وأصل إلى جانبها . أخيراً وصلت إليها وأمسكت بالحبل الذي رماه أحد البحارة إلى الأسفل . حين ربط ربطاً آمناً , تسلقت أنا وقصوري وصعدنا إلى ظهر السفينة الشراعية الكبيرة .

    الفصل الثالث
    تحطمت السفينة بروبنسون كروزو
    كنت سعيداً جداً في أن أتحرر من جديد , فعرضتُ على قبطان السفينة كل شيء كلن لدي مقابل سلامتي . أجاب بأنه لن يأخذ أي شيء مني . كانت سفينته تتجه إلى البرازيل , ووعد أنني حين أرسو هناك فإنه يمكنني أن آخذ كل ممتلكاتي معي .
    قال : " لقد أنقذتُ حياتك , بنفس الشروط التي سأريد أن أُنقذ بها أنا نفسي . في وقت ما قد أكون في نفس الحاجة كما كنت أنت . "
    أراد القبطان أن يشتري قاربي وسأل كم أريد مقابله . أجبت بأنني لن أستطيع أن أسمي بأي سعر , لكنني سأقبل بأي عرض يتقدم به . عرض علي ثمانين قطعة من الفضة مقابل القارب وستين قطعة من الفضة أيضاً مقابل قصوري . في البداية لم أرد أن أفترق عن قصوري بعد أن ظل مخلصاً لي إلى هذا الحد خلال رحلتنا . مع هذا , وعد القبطان أنه سيحرر قصوري خلال عشر سنين من الزمن , وكان الولد راغباً في أن يذهب , لذلك وافقت على أن أبيعه .
    أمضينا رحلة جيدة جداً إلى البرازيل ووصلنا بعد ثلاثة أسابيع من انضمامنا إلى السفينة . ما كان القبطان سيقبل أي نقود مني لرحلتي البحرية وأعطاني كل ما وعدني به . وأعطاني أيضاً أربعين قطعة من الفضة مقابل جلد الأسد .
    حين تركت السفينة كان لدي مائة وثمانين قطعة من الفضة . طيلة الأشهر القليلة الأولى التي عشتها مع مزارع سكر , تمتعت بالحياة كثيراً جداً حتى أنني قررت أن أحاول أيضاً حظي كمزارع . لأجل هذا احتجت إلى أن أحصل على باقي نقودي من لندن . وعدني صديقي الطيب , قبطان السفينة البرتغالية , أن يساعدني على فعل هذا .
    قال : " إذا أعطيتني رسالة يا مستر أنجلشمان , سآخذها من أجلك لأرملة التي لديها نقودك في لندن . حين آتي إلى البرازيل ثانية , سأُحضر بضاعتك التي ستكون قادراً على بيعها بربح جيد . "
    بينما كنت أنتظر عودته , اشتريت قدر ما في إمكانياتي من أرض . كان لدي جار في الوضع نفسه تماماً كوضعي . في البداية , زرعنا الأرض لطعامنا الخاص بنا . فيما بعد , نظفنا ما يكفي من أرض لنكون قادرين على زراعتها بالتبغ . أعددت أيضاً حتى قطعة أرض أكبر استعداداً لليوم الذي سأتمكن فيه من زراعة قصب السكر . الآن , وقد أصبح لدي الكثير جداً من الأرض جاهزة للزراعة , أدركت بأنني سأحتاج بعض المساعدة في أرضي . كنت آسفاً لأنني افترقت عن الولد قصورس .
    كان القبطان جيداً قدر ما كانت كلمته كذلك . أخذ رسالتي إلى الأرملة في لندن التي كانت تعتني بنقودي . أرسلت مائة جنيه لعدد من التجار الذين أرسلوا بضاعة بتلك القيمة إلى القبطان في لشبونة . أحضر لي مجموعة من قماش وبضاعة قيمة أخرى كنت قادراً على بيعها بسهولة . بالربح الذي كسبته , أصبحت قادراً على أن يصبح لدي ثلاثة خدم , ساعدوني في منزلي وفي حقولي .
    خلال الوقت الذي عشت فيه في البرازيل طيلة ما يزيد عن أربعة سنين , عرفت اللغة جيداً . أصبح لدي العديد من الأصدقاء المزارعين وأيضاً تجار سان سلفادور . غالباً ما أخبرتهم عن رحلاتي التجارية إلى ساحل غينيا . وأخبرتهم أيضاً كم كان سهلاً أن أتاجر بالخرز والمقصات والألعاب مقابل تراب الذهب والعاج . أُثير اهتمام التجار جداً لسماع أنه من الممكن أيضاً الحصول على عبيد سيعملون في الأراضي .
    بعد بعض الوقت
    أتى ثلاثة مزارعين ليروني . أخبروني بأنهم في حاجة ماسة إلى عمال أكثر لأراضيهم . أرادوا مني أن أبحر معهم في سفينة إلى ساحل غينيا . وعدوا مقابل مساعدتي أن يكون لي حصة مكافئة من العبيد الذين سيحضرونهم بعودتهم ، وأن الرحلة لن تكلفني شيء .
    كان هذا عرضاً جيداً جداً قبلته . رتبت أن يعتنى بضيعتي وأنا بعيد ، وانطلقنا مبحرين حالما كان كل شيء جاهزاً . عبرنا خط الاستواء بعد عشرة أيام . وبعد فترة قصيرة جداً من الزمن قابلتنا عاصفة بعنف لمدة أسبوعين حتى أننا لم نستطع أن نفعل شيئاً بل أن أذهب إلى حيث تأخذنا الريح .
    حين هبطت الريح نظرنا إلى خرائطنا البحرية ووصلنا إلى استنتاج أن أقرب أرض كانت جزيرة من جزر الهند العربية . امتدت هذه الجزر إلى شمالنا الغربي فأطلقنا أشرعتنا في ذلك الاتجاه . قبل أن نستطيع أن نصل إليها , واجهتنا عاصفة ثانية أبعدتنا عن مسارنا .
    كانت الريح لا تزال تهب بقوة شديدة جداً ذات صباح حين صاح أحد رجالنا في مركز المراقبة بصوت عال : " يابسة أمامنا . " جرينا كلنا على ظهر السفينة لنلقي نظرة . فيما نحن نفعل هذا حصل تهشم مكتوم وارتجت السفينة بعنف . غُرزنا في ضفة رمال . كانت الأمواج تتكسر على جوانب السفينة , وكان لاماء ينصب على الأسطح . لن يمر وقت طويل قبل أن تتكسر السفينة إلى قطع في هذا البحر .
    لحسن الحظ هدأت الريح قليلاً , وفكرنا أننا سنحاول أن نطلق أحد قوارب سفينتنا . كان القارب في المؤخرة قد تهشم إلى قطع بفعل الأمواج , لكن كان لدينا قارب آخر على ظهر السفينة كنا قادرين على إنزاله من الجانب بأمان . ركب أحد عشر رجلاً منا فيه وبدأنا نجذف على أفضل وجه نستطيعه نحو الأرض . قبل أن نذهب بعيداً جداً , أتت موجة هائلة من خلفنا . رفعت القارب كأنه كان ريشة ودفعته للأمام . خلال ثانية كنّا كلنا نكافح في البحر .
    الفصل الرابع
    روبنسون كروزو يرسو على الجزيرة
    أنا سباح جيد , لكنني كنت عديم القوة في بحر مائج كهذا . حملتني موجة للأمام وتركتني على الشاطئ نصف ميت من كمية الماء الذي ابتلعته . كان لدي ما يكفي من نفس لأنهض , وأترنح نحو الأرض , قبل أن تحلق بي موجة أخرى . سرعان ما وجدت أن من المستحيل أن أتجنب لحاق البحر بي . رأيت موجة أخرى عالية علو تلٍ تتقدم نحوي . أردت أن أحاول السباحة معها حتى إلى مكان أبعد على الشاطئ . حين وصلت إلى دُفنت إلى عمق عشرين قدماً . حبست أنفاسي وحُملت إلى الأمام بسرعة عالية . حدث هذا عدة مرات إلى أن وصلت أخيراً إلى قاع جُرف . تمكنت من التسلق إلى القمة , وهناك جلست متحرراً من الخطر .
    نظرت حولي لأرى إذا كان من الممكن أن أرى أي أثر لأصدقائي . لم يكن هناك أي أثر منهم يُرى في أي مكان , فاستنتجت أنه لابد وأن يكونوا قد غرقوا . كان قلبي مليئاً بالعرفان بالجميل لنفسي , وفي الوقت نفسه كنت آسفاً على رفاقي . أسفت أسفاً شديداً على أن أحداً من أصحابي لم يظهر بأنه أُنقذ من السفينة . كان كل ما رأيته منهم في أي وقت ثانية طاقية , وثلاث قبعات وفردتي حذائين مختلفتين . في الوقت نفسه كنت شاكراً جداً بأن الله قد أبقى عليّ . مشيت إلى الأمام والخلف , رافعاً يدي في صلاة وتأمل في رحمة اله الواسعة لي .
    سرعان ما بدأت أتعجب ما الذي كنت سأفعله بعدئذٍ . كنت مبللاً تماماً , ولم يكن لدي ملابس يمكنني التغيير بها . لم يكن لدي أي شيء آكله أو أشربه , كان كل ما لدي سكين , وصندوق تبغ يحتوي على قليل من التبغ .
    مشيت مسافة قصيرة في اليابسة لأرى إذا ما كنت أستطيع أن أجد أي ماء طازج , لأنني كنت عطشاً جداً . في طريقي قطعت عصى قوية أدافع بها عن نفسي ضد أي حيوانات قد تهاجمني . بعد أن مشيت لبعض الوقت وجدت نبعاً صافياً , وبعد أن شربت كثيراً منه , شعرت بأنني في حال أفضل كثيراً .
    بدأ الظلام يخيم , لذلك كان علي أن أجد مكاناً أقضي فيه الليل . قررت أن آمن مكاناً للنوم سيكون بين فروع شجرة . وجدت شجرة مناسبة , تسلقتها ونمت مستريحاً قدر ما أمكنني ذلك .
    حين استيقظت كان الصباح قد طلع , والعاصفة قد توقفت والسماء صافية . اندهشت لرؤيتي أن سفينتنا , وخلال الليل , كانت قد رفعتها الأمواج من ضفة الرمل , حيث كانت قد وصلت إلى الأرض , وحُملت إلى قاع الجروف . كانت تستقر على بعض الصخور تحت الماء وبدا أنها تقف قائمة .
    بعد وقت قصير من منتصف النهار , اختفت حركة المد , ووجدت أنه يمكنني أن أمشي ضمن ربع ميل من السفينة . كنت مصمماً على أن أصعد إلى ظهرها لأرى إذا ما كان يمكنني أن أجد أي شيئاً سيكون نافعاً لحياتي في الجزيرة . خلعت ملابسي وسبحت إلى السفينة . حين وصلت إليها وجدت حبلاً يتدلى إلى جانبها . بمساعدته أصبحت قادراً على التسلق إلى ظهر السفينة .
    كان هناك الكثير جداً من الماء في مخزن السفينة , بينما كانت مقدمات السفينة منخفضة جداً حتى أنها استقرت تحت الماء تقريباً . كانت المؤخرة خارج الماء تماماً , وكان كل شيء عند نهاية السفينة جافاً . سررت في أ ن الكثير من الطعام على ظهر السفينة لم يكن قد مسّه ماء البحر المالح . ولأنني كنت جائعاً , ملأت جيوبي بالبسكوت الذي أكلته وأنا أذهب متجولاً في أنحاء السفينة .
    رأيت أنني كنت سأحتاج إلى قارب لأحصل على كل ما أحتاج إليه في الشاطئ . وجدت بعض السواري الالإضافية وبعض ألواح الخشب . ربطت هذه في حبل وعكلت منها طوفاً قوياً قوة كفاية لحمل حمولة ثقيلة .
    في بداية الأمر , وضعت على طوفي كل ألواح الخشب التي أمكنني أن أجدها . ثم ملأت صندوقاً خشبياً كبيراً بالخبز والجبن والأرز , وبعض اللحم المجفف . في دكان النجار وجدت صندوقاً مليئاً بالأدوات . كانت هذه في تلك اللحظة أنفع لي من كيس ذهب , فوضعتها بعيداً على ظهر الطوْف . احتجت إلى بندقية وبعض الذخيرة الاي وجدتها في مقصورة القبطان . كانت هناك بندقيتان ومسدسان , أخذتها مع بعض قرون مسحوق البارود , وكيس طلقات صغير وسيفين صدئين قديمين .
    عرفت أنه في مكان ما في السفينة يوجد ثلاثة براميل من مسحوق البارود , وبعد البحث وجدتها . كان برميلان منها جافين , لكن الثالث كان قد تبلل وأصبح بلا نفع . وضعت البرميلين الجافين على ظهر الطوف مع البنادق والمسدسات .
    كان لدي الآن ما يكفي من حمولة على ظهر الطوف لرحلة واحدة , فبدأت أفكر في العودة إلى الشاطئ . وجدت أنه بلا أي شراع أو دفة توجيه لم يكن من السهل بأي وسيلة السيطرة على الطوف . كان كل ما لدي , لأوجه الطوف به , مجذاف مكسور يستقر على ظهر السفينة .؟
    كنت أبحث عن خليج صغير يمكنني استخدامه كميناء . بعد وهلة , وجدت خليجاً , ومن حسن الحظ أن حركة المد والجزر أخذت طوفي إلى داخله . من سوء حظي أنني وأنا أسلك طريقي إلى منتصف الخليج , ضربت ضفة رمل وانغرز الطوف . لم يكنن هناك من شيء سيمكنني من تحريك الطوف إلى حين يحل المد داخل الخليج.
    بينما كنت أنتظر أن يحدث هذا ، نظرت بإمعان إلى الشاطئ على كلا جانبي الخليج.
    احتجت إلى امتداد شاطئ منبسط رملي أرسي عليه حمولتي . وأسفر أول مكان اخترته أنه لم يكن مناسباً عند الفحص المدقق . كان هناك منحدر قد يقلب حمولتي الغالية التي جمعتها من المخازن إلى داخل الماء . على مسافة أبعد في الخليج لاحظت قطعة منبسطة على الشاطئ ظننت أنها ستغطيها حركة المدحين يصل إلى داخل الخليج .
    بعد بضع ساعات كان هذا ما حدث ، وحالما غطى الرمل دفعت طوفي إلى الشاطئ. ثبته بغرز المجذاف المكسور في داخل الرمل وانتظرت إلى أن ابتعدت حركة المد . بقي طوفي وكل حمولته سالماً على الشاطئ .
    على بعد حوالي ميل واحد مني كان هناك تل عال , وبعد أن أخذت واحدة من بندقياتي , انطلقت لأتسلق إلى القمة . أردت أن أرى أي نوع من المكان كان هذا الذي أتيت إليه . حين وصلت إلى القمة رأيت أنني كنت في جزيرة , وأنه لم يكن هناك أي أرض في مجال البصر .
    عدت إلى طوفي وأحضرت حمولته إلى الشاطئ بأسرع ما أمكنني , حين كان الوقت يقترب من المساء , استعلمت الصناديق وألواح الخشب التي أحضرتها لأعمل لنفسي مأوى بسيطاً لليل .
    قررت أن أحاول الحصول على ما يمكنني الحصول عليه من السفينة قبل أن تحطمها عاصفة أخرى وتكسرها إلى قطع . في زيارتي الثانية , تسلقت إلى سطح السفينة كما في السابق وبنيت طوفاً آخر . بعد تجربتي في اليوم السابق كان الطوف أخف كثيراً جداً , ولم أضع فيه الكثير جداً من الحمولة .
    أحضرت بعض المزيد من المسامير وبعض المزيد من الأدوات من دكان النجار . وجدت المزيد من المسدسات , والطلقات ومسحوق البارود وبعض الملابس . وضعت هذه الأشياء على الطفْو مع أشرعة إضافية , وشبكة نوم وبعض الملاآت .
    حين بلغت الشاطئ , بدأت أعمل لنصب خيمة صغيرة بالشراع وبعض الأعمدة التي قطعتها لهذا الغرض . حين أنهيت هذا , جلبت إليها كل شيء عرفت بأنه سيتلف من المطر والشمس . رتبت الصناديق الفارغة في دائرة حول الخيمة , وعملت فراشاً على الأرضية . حين أتمدد مستلقياً , يكون لدي مسدسان قرب رأسي وبندقية إلى جانبي لحمايتي . كنت تعباً , وكنت مشغولاً طيلة النهار , وسرعان ما نمت .
    في كل يوم من الآن , حين تكون حركة المد قد انحسرت عن الخليج , ذهبت وصعدت إلى ظهر السفينة . تدريجياً حضرت كل الأشرعة والتجهيزات , حتى أنني أحضرت بعض كوابل الحديد , لكن هذه أسفرت عن أنها أثقل من أن يحملها طوفي . في طريق العودة إلى الشاطئ , انقلب الطوف وسقطت الكوابل في البحر . مع هذا , حين خرج المد أصبحت قادراً على استعادة الكوابل واحداً فواحداً . في واحدة من رحلاتي , سررت لاكتشاف بعض المزيد من الطعام , بما فيها السكر والخبز والدقيق .
    سرعان ما ضللت الجزيرة مدة أسبوعين وقمت بإحدى عشر رحلة إلى السفينة . في رحلة أخيرة من كل هذه الرحلات لاحظت خزانة كنت قد أهملتها في السابق . كان فيها ثلاثة أمواس حلاقة , ومقص كبير ودزينة من سكاكين جيدة وشوك . كانت هناك أيضاً بعض النقود الأوروبية والبرازيلية , تعادل حوالي ستة وثلاثين جنيهاً في المجموع . حتى الآن , كنت قد أخذت من السفينة كل شيء ذا قيمة لي , وبدأت أدرس أين أعيش في الجزيرة . كانت خيمتي على أرض منخفضة إلى حد ما قرب البحر , ولم أفكر بأنه سيكون من الصحي أن أعيش هناك لمدة طويلة جداً . كانت هناك أربع نقاط كان لابد أن أضعها في عقلي في اختيار موقع بيتي . في بداية كل شيء , احتجت إلى أن أجد مكاناً سيكون صحياً وقرب بعض الماء العذب . ثانياً , يجب أن تكون هناك حماية من حرارة الشمس . ثالثاً , يجب أن أكون آمناً من هجمات المتوحشين أو الحيوانات المفترسة . وآخر ما في الأمر , إذا صادف أن أتت سفينة قرب الجزيرة بالصدفة , لن أغفل عنها
    نجمة السماء لانا
    نجمة السماء لانا
    نجمــــة منتــــــــدى العنــــــــــــازة
    نجمــــة منتــــــــدى العنــــــــــــازة


    انثى
    بـــرجـــــــي بـــرجـــــــي : الدلو
    عمـــــــــــــــــري عمـــــــــــــــــري : 34
    مســـــاهمـــاتي مســـــاهمـــاتي : 597
    بـلـــــــدي بـلـــــــدي : عالم بعيد لا يعرفه احداً سواى!!
    سـجلــت بــ سـجلــت بــ : 28/03/2009
    عـمــلــــــي عـمــلــــــي : روبنسون كروزو Collec10
    هــوايـتـــــــي هــوايـتـــــــي : روبنسون كروزو Travel10

    وردة رد: روبنسون كروزو

    مُساهمة من طرف نجمة السماء لانا الإثنين فبراير 22, 2010 1:50 am

    متابعه للروايه
    شكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 4:18 am