بعد أن نشرت صحيفة «الوطن» قبل أيام تصريحاً من مصدر في وزارة الداخلية عن حقيقة ما حدث في منطقة الحريقة قررنا متابعة تفاصيل القصة والاستماع إلى وجهة نظر عماد نسب الذي حصلنا على رقم هاتفه من أصحاب المحلات في المنطقة ودعوناه لزيارتنا في صحيفة «الوطن»، فلبى الدعوة مشكوراً موضحاً في بداية حديثه أن من بدأ بالضرب ليس هو، وإنما الشرطي، في رد على تصريح المصدر في وزارة الداخلية الذي قال لنا منذ أيام: إن المواطن هو من بادر في توجيه الضربة الأولى للشرطي، وعن القصة الكاملة وكيف حصلت قال نسب:
كنت مع أخي متوجهين إلى محلنا في الحريقة، وكان شقيقي يقود السيارة وصلنا إلى إشارة مرور الدرويشية– خلف القصر العدلي- وهذه الإشارة لا تعمل حيث يقوم شرطي مرور بتسيير السيارات بعصاه، وبما أنه لا إشارة تنظم السير التزمنا بتوجيه الشرطي وأكملنا سيرنا إلا أن شرطياً آخر طلب منا التوقف فتوقفنا فوراً ووقفنا على خط المشاة وحينها التفت لنا الشرطي الذي أمرنا بالتوقف وتكلم معنا بحدة بسبب وقوفنا على الخط وقال لشقيقي الذي كان يقود «تحرك عالسريع يا....» بأسلوب حاد وسيئ ولكننا توقفنا واستفسرنا منه عن سبب هذه العدائية في أسلوبه لنا فقال لأخي علاء «لسه ما مشيت يا .......» فقال له أخي لماذا تشتم؟ فأجابه الشرطي: «عم بترد فوق إنك مو حاطط حزام الأمان»، هنا جاوبته والكلام لعماد: خالفنا ولكن لا تشتم: فما كان منه إلا أن كرر الإهانة وأمرنا بأن نتحرك، وبالفعل تحركنا وذهبنا إلى المساعد الموجود عند مدخل الحريقة واشتكينا له تصرفات الشرطي غير اللبقة، فما كان من المساعد إلا أن اعتذر عن سلوك الشرطي وقال لنا «حقكم علي» وسوف ينال حسابه، وبالفعل اتصل المساعد بالملازم عند مدخل الحميدية وأخبره بما حدث، وعندما رآنا الشرطي نشتكي للمساعد، ترك نقطته وتوجه لنا وبدأ بالاستهزاء بنا قائلاً: «شو بدك تشتكي؟.. إيدك وما تعطي»، وهنا تدخل المساعد وقال له: عد إلى نقطتك فوراً وحرك السير، ولكن الشرطي لم يستجب للأمر، وأكمل استهزاءه بنا قائلاً: «لمين بدكم توصلوها يعني؟» فأجابه شقيقي: ماذا سأقول لك مادمت لا تحترم الرتبة العسكرية الأكبر منك، فقال له الشرطي: بإمكانك ضربي لو أردت لأنك لن تحصل على حقك، فأجاب أخي: اذهب لن أضربك ولن أتكلم معك لأنك شخص لا يستحق حتى الضرب، فهنا هجم الشرطي وضرب أخي بعصاه، فدافعت عن شقيقي ولكن ما هي إلا ثوان، حتى هجم علينا شرطيان آخران وبدأا بضربنا، وكان المساعد يحاول تخليصنا ولكنه لم يتمكن لأنهم أوقعونا على الأرض وانهالوا علينا بالعصي والركلات.
وهنا تدخلت الناس وقاموا بتخليصنا وفي هذه الأثناء وصل الملازم الذي عند نقطة الحميدية وكان السير شبه متوقف في المنطقة كلها.
ويضيف عماد نسب لـ«الوطن»: الملازم بدأ بعتابنا جميعاً بسبب الازدحام الذي أحدثناه، فقلت له: لقد طلبنا أن تساعدنا فلماذا تنهرنا ولسنا السبب بالمشكلة، فقال لنا قفوا جانباً ودعونا نحرك السير، ونتيجة الازدحام وصل الرائد عبده المهباج المسؤول عن القطاع، وعندما رأى منظر أخي والدماء تسيل على وجهه وعينه متورمة تعاطف معنا وقال حقكم عندي وسوف يصلكم حقكم، فقلت له انظر إلى عين أخي المتورمة فقال الرائد: لو حدث مكروه لعين شقيقك فسوف أقتلع عيني وأقدمها له، ويضيف عماد: أمام هذا المشهد وأخلاق الرائد العالية لم نستطع قول أي شيء وطلبنا منه أن يحاسب عناصر الشرطة المسيئين، فما كان منه إلى أن قال لنا هيا بنا نستقل أي سيارة أجرة ونمضِ إلى فرع المرور وهناك سنسجل لكم محضراً وتأخذون حقكم بالقانون، واصفاً سبب عدم توجههم بسيارتهم أو بسيارة الرائد إلى المرور بأن السبب هو إعطاء مفتاح سيارته إلى أحد أصحاب المحلات كي يبعدها عن المكان لأن المساعد كان قد طلب منه إبعاد السيارة كي لا تتسبب بازدحام في مكان يمنع وقوف السيارات فيه، وعن سيارة الرائد قال: إن سيارة الرائد مركونة عند سوق الحميدية ومن غير المعقول زيادة ازدحام الأشخاص الذين تجمعوا للاستفسار.
ويضيف نسب عندما أراد الرائد أن يصطحبنا قال الناس لنا: لا تذهبوا معهم فسوف يتهمونكم بضرب شرطي أثناء عمله فكونوا حذرين، ولكن الرائد المهباج أجابهم بأن بإمكان أي شخص أن يذهب معهم ويدلي بشهادته، ولكن يكفي أن يذهب شخصان للإدلاء بالشهادة، ويضيف نسب: خلال هذه المحادثات بدأت المشكلة الحقيقية، حيث وصل خمسة عناصر من قسم شرطة الحميدية في هذا الأثناء ووصلوا بطريقة غير حضارية حيث قام أحدهم بوضع الأصفاد (الكلبشات) بيدي ولكني لم أسمح له فضربني على رأسي بالأصفاد، وهجم باقي العناصر علي وعلى شقيقي، فقام الرائد على الفور بالدفاع عنا، ضرب الشرطي ونهره لأنه لم يحترم وجوده ولكن الناس في المنطقة قاموا بالهجوم على العناصر وضربوهم عندما رأونا نتعرض للضرب من عناصر شرطة الحميدية ومن دون ذنب أو مبرر، ويضيف نسب لـ«الوطن»: عندما اختلط الحابل بالنابل واجتمع الناس قرر الضابط إبعادنا عن هذا المكان وأدخلنا إلى مدخل بناء تجاري قبل مصرف بأمتار كي يحمينا، وبالفعل رافقناه ودخلنا إلى مدخل البناء وكان معنا بعض عناصر الشرطة، وهنا اعتقد الناس في الخارج أننا نتعرض للضرب بالداخل فاجتمعوا أمام مدخل البناء وبدؤوا بالهتاف لإخراجنا علماً أن الرائد كان يدعونا للهدوء ويطيب خواطرنا وكان بمنتهى الاحترام، بعد مدة قصيرة وصل العميد رئيس قسم شرطة الحميدية وتبعه قائد شرطة دمشق الذي دخل إلينا وتحدث معنا وكان لبقاً للغاية، كذلك وصل والدي إلى مكان الحادثة فاتصل قائد الشرطة مع وزير الداخلية وأعلمه بأن والدنا برفقته فطلب الوزير سعيد سمور أن يتكلم مع والدي فتحدث معه واطمأن منه عن صحتنا ودعاه إلى مكتبه برفقتنا، فطلب قائد الشرطة ووالدي من الجموع أن يغادروا المكان ولكن بعض الجموع قالوا لن نغادر حتى يأتي وزير الداخلية فأخبر قائد الشرطة وزير الداخلية بأن الجموع لن تتحرك حتى وصوله، وبالفعل وصل الوزير بعد مدة قصيرة وعند وصوله صاحت الجموع بعبارة «الشعب السوري ما بينذل» في إشارة إلى أن الوزير سيحق لهم الحق وفي تعبير عن الفرحة، لأن الوزير شخصياً وصل لرفضه الذل الذي تعرض له عماد وشقيقه علاء بحسب نسب.
ويتابع نسب لـ«الوطن»: الوزير دخل إلينا وانزعج من علامات الضرب التي على جسمنا فطلب منا مرافقته إلى مكتبه فقلنا له: سيادة الوزير شكراً لقدومك ولكننا نريد اصطحاب شهود معنا لهذه القضية فقال لنا الوزير: أنا شاهدكم.
وعند خروجنا بدأت الأصوات تعلو بالروح بالدم نفديك يا بشار، وطلب الوزير من الجموع أن يتفرقوا وكذلك ناشدتهم أنا وقلت لهم لقد وصلني حقي، فاستقللنا أقرب سيارة كانت هناك، وهي ليست سيارة الوزير، توجهنا مع اللواء سمور إلى مكتبه يرافقنا والدنا حيث حضر طبيب وعايننا وقدم لنا الإسعافات، وحضر ضابط آخر سجل لنا ضبط شرطة وأخذ أقوالنا وطلبنا من الوزير ألا يضع جميع عناصر الشرطة الحاضرين في السجن، لأن بعضهم وقف معنا، وبالفعل قال لنا اذهبوا إلى النظارة، وشاهدوا من ضربكم، وادعوا عليهم، ومن لم يتعرض لكم أعلمونا عنه، كي نخلي سبيله، ويضيف نسب: بالفعل رأينا أن العناصر المعتدين قد أوقفوا وكان من بينهم المساعد الذي ساندنا في بداية القصة فطلبنا إخلاء سبيله وبالفعل كان لنا ما نريد.
وفي سؤال له عن معلومات أوردتها بعض المواقع الالكترونية الصغيرة عن اعتقالات لبعض أبناء منطقة الحريقة بسبب تجمعهم في هذه الحادثة قال نسب: إنه لم يسمع عن أي اعتقالات وأنه لو كان هناك اعتقال لشخص واحد لما تردد أهل هذا الشخص في القدوم إلينا وإخبارنا، حتى كنا سمعنا من الجوار على الأقل، والكلام لنسب الذي يتابع قوله: لقد قام البعض بتسييس هذه الحادثة الفردية ولكن نرغب في أن نخبر من يحاول الصيد في المياه العكرة بأننا كنا قبل يومين من هذه الحادثة مع السيد الرئيس في سوق الحميدية نحن وجميع تجار الحريقة، وكلنا كنا نتمنى مصافحته بعد خروجه من صلاة عيد المولد النبوي، ويضيف نسب: لقد كتبت القصة كما حدثت معي على صفحتي على الفيس بوك وخاصة بعد أن سمعت أن هناك بعض الأشخاص الوهميين الذين قاموا بإنشاء صفحات خاصة لي وشبهوني بشخص يدعى (البوعزيزي) ولكنني للحقيقة لا أعرفه، وتوقعت أنه أحد الذين اجتمعوا خلال ما حصل معي في الحريقة، مشيراً إلى عدم وجود أي انتماءات سياسية له ماعدا أنه يحب بلده وقائد البلد.
منقول عن الوطن السورية