إيليا أبو ماضي وقصيدة خطب فلسطين
سيرة ذاتية
ولد الشاعر في لبنان عام 1891م، في قريبة المحيدثة، ورحل إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة، ومنها إلى أمريكا عام 1911م، ويعتبر من اكبر شعراء المهجر حيث أظهر براعته في نظم الشعر منذ صغره..
صدرت له العديد من الدواوين الشعرية منها الجداول والتي تميزت بها قصيدة الطلاسم الكبرى وديوان الخمائل الذي تميزت فيه القصيدة الأم "الحكاية الأزلية"، أسس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع نخبة من شعراء المهجر أمثال جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.
قصيدة خطب فلسطين
ديار السلام وأرض الهنا
يشف على الكل أن تحزنا
فخطب فلسطين خطب العلى
وما كان رزء العلى هينا
سهرنا له فكأن السيوف
تحز بأكبادنا ههنا
وكيف يزور الكرى أعينا
ترى حولها للردى أعينا
وكيف تطيب الحياة لقوم
تسد عليهم دروب المنى
بلادهم عرضة للضياع
وأمتهم عرضة للفنا
يريد اليهود بأن يصلبوها
وتأبى فلسطين أن تذعنا
وتأبى المروءة في أهلها
وتأبى السيوف وتأبى القنا
أأرض الخيال وآياته
وذات الجلال وذات السنا
تصير لغوغائهم مسرحاً
وتغدو لشذاذهم مكمنا
بنفسي "أردنها" السلسبيل
ومن جاوروا ذلك الأردنا
لقد دافعوا أمس دون الحمى
فكانت حروبهم حربنا
وجادوا بكل الذي عندهم
ونحن سنبذل ما عندنا
فقل لليهود وأشياعهم
لقد خدعتكم بروق المنى
ألا ليت بلفور أعطاكم
بلاداً له لا بلاداً لنا
فلندن أرحب من "قدسنا"
وأنتم أحب إلى "لندنا"
أيسلب قومكم رشدهم
ويدعوه قومكم محسنا
ويدفع للموت بالأبرياء
ويحسبه معشراً ديِّنا
ويا عجباً لكم توغرون على
العرب "التايمز والهدسنا"
وترمونهم بقبيح الكلام
وكانوا أحق بضافي التنا
وكل خطيئاتهم أنهم يقولون
لا تسرقوا بيتنا
فليست فلسطين أرضاً مشاعاً
فتعطى لمن شاء أن يسكنا
فإن تطلبوها بسمر القنا
نردكم بطوال القنا
ففي العربي صفات الأنام
سوى أن يخاف أو يجبنا
وإن تهجروها فذلك أولى
فإن فلسطين ملك لنا
وكانت لأجدادنا قبلنا
وتبقى لأحفادنا بعدنا
وإن لكم بسواها غنى
وليس لنا بسواها غنى
فلا تحسبوها لكم موطناً
فلم تك يوماً لكم موطنا
نصحناكم فارعووا وانبذوا
بليفور ذلك الأرعنا
فإنّا سنجعل من أرضها
لنا وطناً ولكم مدفنا
كيف لا يبقى ويطغى آمر
يتقي أشجعكم أن ينظره
ما استحال الهر ليثاّ
إنما أسد الآجام صارت هرره
وإذا الليث وهت أظفاره
أنشب السنور فيه ظفره
مهبط الوحي مطلع الأنبياء
كيف أمسيت مهبط الأرزاء
ما كفتنا مظالم الترك حتى
زحفوا كالجراد أو كالوباء
طردوا من ربوعهم فأرادوا
طردنا من ربوعنا الحسناء
ضيم أحرارنا وريع حمانا
وصمتنا والصمت للجبناء
زعم الخائنون أنا بما نبغيه
نبقى الوصول للعنقاء
سوف يدرون إنما العرب قوم
لا يبالون غير رب السماء
يوم لا تنبت السهول سوى الجند
وغير الأسنة السمراء
يوم تمشي على جبال من الأشلاء
تمشي في أبحر من دماء
يوم يستشعر المراؤون منا
إنما الخاسرون أهل الرياء