أنا وليلى:
دع عنك لومي وأعزف عن ملامات
أني هويت سـريعا مـن معاناتـي
ديني الغرام ودار العـشق مملكتي
قـيسٌ أنـا وكتابُ الـشعر توراتي
ما حـرم الله حبـاً في شريـعـته
بل بـارك الله أحـلامي البـريئات
أنـا لـمن طينية والـله أودعـها
روحاً تـرفُ بـها عذبُ المناجاتي
دع العـُــقاب ولا تـعذل بفاتنةٍ
ما كان قـلبي نـحيتٌ في حجارات
إني بغـير الـهوى أخشابٌ يابسةٍ
أني بـغير الـهوى أشباهُ أمـواتي
إني لــفي بــلدةٍ أمسى بسيرها
ثوبُ الشريعةِ في مـخرق عاداتي
يا للتعاسةِ مـن دعـوى مديــنتا
فـيها يعد الـهوى كُبر الخطـيئات
نبضُ الـقلوبِ مورق عن قداستها
تسمعُ أحـاديثٌ أقـاويلُ الخرافات
عـبارةٌ عّـلقت فـي كلِّ منعطفٍ
أعـوذُ باللهِ مـن تلكَ الحماقـات
عِـشقُ الـبناتِ حرامٌ فـي مدينتا
عـشقُ الـبناتِ طـريقٌ للغوايات
إيـــاك أن تلــتقي يوماً بامرأةٍ
إيــاك إيـاك أن تغري الحبيبات
إنَّ الصــبابةَ عــارٌ في مدينتا
فكـيفَ لـو كـان حبي للأميرات
سـمراءُ ما حـزني عـمراً أبددهُ
ولـــكن عاشقٌ والحبُّ مأساتي
الـصبحُ أهـدى إلى الأزهار قِبلتهُ
والعلقمُ الـمُّرُ قد أمـسى بكاساتي
يا قـبلةَ الحبِّ يا مـن جِئتُ أُنشِدُها
شـعراً لعلَّ الهوى يشفي جراحاتي
داوت أزهارُ روحـي و هي يابسةً
مـاتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
مـاتت بـمحرابِ عـينيكِ ابتهالاتي
واستسلمت لريـاحِ اليأسِ رايـاتـي
جـفتْ على بابكِ الموصودُ أزمـنتي
ليـلى وما أثمـرتْ شيئاً ندائــاتي
أنـا الذي ضاعَ لي عامانِ من عمري
وباركتُ وهمي وصدقتُ افتراضاتي
عامانِ ما رفَّ لي لحنٌ على وترٍ
ولا استفاقتْ على نورِ سماواتي
أعتقُ الحبَّ في قلبي وأعصرهُ
فأرشفُ الهمَّ في مغبرِّ كاساتي
وأودعُ الوردَ أتعابي وأزرعهُ
فيورقُ الشوقَ وينمو في حشاشاتِ
ما ضرَّ لو عانق النيروزُ غاباتي
أو صافحَ الظلُّ أوراقي الحزينات
ما ضرَّ لو أنّ كفا منك جاء شيئاً
تحقدُ تنفضُ آلامي المريرات
سنينٌ تسعُ مضت والأحزانُ تسحقني
ومتُّ حتى تناستني صبابات
تِسعٌ على مركبِ الأشواقِ في سفرٍ
والريحُ تعصِفُ في عنفٍ شراعات
طالَ انتظاري متى كركوك تفتح لي
درباً إليها فاطفي نار آهات
متى سأجدُ إلى كركوكِ قافلتي
متى ترفرفُ يا عشاقَ راياتي
غداً سأذبحُ أحزاني وأدفُنها
غداً سأطلقُ أنغامي الضحوكات
ولكن ولكن للعشاقِ قاتلتي
إذ أعقبَ فرحتي شلالُ حيراتي
فعدتُ أحملُ نعشَ الحبِّ مكتئباً
أمضي البوادي وأسماري قصيداتي
ممزقٌ أنا لا جاهٌ ولا ترفٌ
يغريكِ فيَّ فخليني وآهات
لو تعصُرينَ سنينَ العمرِ أكملها
لسالَ منها نزيفٌ من جراحاتي
كلِّ القناديلِ عذبٌ نورها وأنا تظلُّ
تشكو نضوبَ الزيتِ مشكاتي
لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنتِ رافضةً
حبي ولكنَّ عسر الحال مأساتي
***
فلـيمضغُ الـيأسَ آمالي التي يبُستْ
ولـيُغرقْ الموجَ يا ليلى بِضاعاتـي
عانــيتُ لا حــــزني أبوحُ بهِ
ولستِ تـدرينَ شـيئاً عن معاناتـي
أمشي وأضحكُ يـا ليلى مكابرةً لعلي
أخبـــئُ عن الناسِ إحتضاراتـي
لا الـناسُ تـعرفُ خطبي فتعذُرني
ولا ســـبيلَ لديهم في مواساتـي
لاموا أفـتتاني بـزرقاءِ العيونِ ولو
رأوا جمالَ عينيكِ ما لامو افتتانـي
لـو لـمْ يـكن أجملُ الألوانِ أزرقُها
ما اخــتارهُ الله لـــوناً للسماوات
يرسو بـجفنيَّ حِـرمانٌ يمصُ دمي
ويستبيـــحُ إذا شــاء ابتسامتـي
عندي أحاديثُ حزنٍ كـيف أسطُرها
تضيقُ ذِرعا بي أو في عباراتـي
ينـــزُّ مــن حرقتي الذلُّ فأسألهُ
لمن أبت؟... تـباريح الـمريضات
معذورةٌ أنتِ إن أجهضتِ لي أملي
لا الذنبُ ذنبكِ بـل كانتْ حماقاتـي
أضعتُ في عرضِ الصحراءِ قافلتـي
فمضيتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتـي
وجِئتُ أحـضانكِ الخـضراءَ منتشياً
كـالطفلِ يحملُ أحلامـي الـبريئات
أتيـــتُ أحــملُ في كفي أغنيةً
أجترها كلما طالتْ مسافاتــــي
حـتى إذا انبلجت عيناكِ فـي الأفقِ
وطـرَّز الفجـرُ أيامـي الكئـيبات
غرســتِ كفــكِ تجتثينَ أوردتي
وتســحقين بـــلا رفقٍِ مسرات
واغُربتاه مضاعٌ هاجرتْ سفني عني
و مـــا أبــحرت منها شراعات
نفيتُ وأسـتوطنَ الأغرابُ في بلدي
و مـــزقوا كـل أشيائي الحبيبات
خانتكِ عيناكِ فـي زيفٍ وفـي كذبٍ
أم غركِ البهرجُ الخداع... مولاتـي
توغلي يـا رماحَ الحقدِ فـي جسدي
و مـزقي مـا تبقى مـن حَشَاشَاتِ
فـراشةٌ جِئتُ أُلقـي كُحل أجنحتـي
لديــك فاحـترقت ظلماً جنا حاتي
أصيحُ والسيفُ مزروعٌ بخاصرتـي
و الـغدرُ حـطمَّ آمـالي العريضات
هل ينمحي طَيفُكِ السحريُّ من خلدي؟
وهل ستُشرقِ عـن صبح وجناتـي
ها أنتَ أيضاً كيفَ السبيلُ إلى أهلي؟
ودونهم قفـــر المنـــــارات
كـتبتُ فـي كـوكبِ المريـخِ لافتةً
أشكو بـها الطائرَ المحزونِ آهاتـي
وأنـــتِ أيـضاً ألا تبــت يداكِ
إذا آثـرتِ قـتلي و استعذبت أناتي
من لي بحذف اسمك الشفافِ من لغتي
إذا ستمسي بلا ليلى حكايـــاتـي
------------------------------------------
الشاعر حسن مرواني
ألقيت في حفل تخرج في كلية التربية في الجامعة العراقية سنة1987م
دع عنك لومي وأعزف عن ملامات
أني هويت سـريعا مـن معاناتـي
ديني الغرام ودار العـشق مملكتي
قـيسٌ أنـا وكتابُ الـشعر توراتي
ما حـرم الله حبـاً في شريـعـته
بل بـارك الله أحـلامي البـريئات
أنـا لـمن طينية والـله أودعـها
روحاً تـرفُ بـها عذبُ المناجاتي
دع العـُــقاب ولا تـعذل بفاتنةٍ
ما كان قـلبي نـحيتٌ في حجارات
إني بغـير الـهوى أخشابٌ يابسةٍ
أني بـغير الـهوى أشباهُ أمـواتي
إني لــفي بــلدةٍ أمسى بسيرها
ثوبُ الشريعةِ في مـخرق عاداتي
يا للتعاسةِ مـن دعـوى مديــنتا
فـيها يعد الـهوى كُبر الخطـيئات
نبضُ الـقلوبِ مورق عن قداستها
تسمعُ أحـاديثٌ أقـاويلُ الخرافات
عـبارةٌ عّـلقت فـي كلِّ منعطفٍ
أعـوذُ باللهِ مـن تلكَ الحماقـات
عِـشقُ الـبناتِ حرامٌ فـي مدينتا
عـشقُ الـبناتِ طـريقٌ للغوايات
إيـــاك أن تلــتقي يوماً بامرأةٍ
إيــاك إيـاك أن تغري الحبيبات
إنَّ الصــبابةَ عــارٌ في مدينتا
فكـيفَ لـو كـان حبي للأميرات
سـمراءُ ما حـزني عـمراً أبددهُ
ولـــكن عاشقٌ والحبُّ مأساتي
الـصبحُ أهـدى إلى الأزهار قِبلتهُ
والعلقمُ الـمُّرُ قد أمـسى بكاساتي
يا قـبلةَ الحبِّ يا مـن جِئتُ أُنشِدُها
شـعراً لعلَّ الهوى يشفي جراحاتي
داوت أزهارُ روحـي و هي يابسةً
مـاتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
مـاتت بـمحرابِ عـينيكِ ابتهالاتي
واستسلمت لريـاحِ اليأسِ رايـاتـي
جـفتْ على بابكِ الموصودُ أزمـنتي
ليـلى وما أثمـرتْ شيئاً ندائــاتي
أنـا الذي ضاعَ لي عامانِ من عمري
وباركتُ وهمي وصدقتُ افتراضاتي
عامانِ ما رفَّ لي لحنٌ على وترٍ
ولا استفاقتْ على نورِ سماواتي
أعتقُ الحبَّ في قلبي وأعصرهُ
فأرشفُ الهمَّ في مغبرِّ كاساتي
وأودعُ الوردَ أتعابي وأزرعهُ
فيورقُ الشوقَ وينمو في حشاشاتِ
ما ضرَّ لو عانق النيروزُ غاباتي
أو صافحَ الظلُّ أوراقي الحزينات
ما ضرَّ لو أنّ كفا منك جاء شيئاً
تحقدُ تنفضُ آلامي المريرات
سنينٌ تسعُ مضت والأحزانُ تسحقني
ومتُّ حتى تناستني صبابات
تِسعٌ على مركبِ الأشواقِ في سفرٍ
والريحُ تعصِفُ في عنفٍ شراعات
طالَ انتظاري متى كركوك تفتح لي
درباً إليها فاطفي نار آهات
متى سأجدُ إلى كركوكِ قافلتي
متى ترفرفُ يا عشاقَ راياتي
غداً سأذبحُ أحزاني وأدفُنها
غداً سأطلقُ أنغامي الضحوكات
ولكن ولكن للعشاقِ قاتلتي
إذ أعقبَ فرحتي شلالُ حيراتي
فعدتُ أحملُ نعشَ الحبِّ مكتئباً
أمضي البوادي وأسماري قصيداتي
ممزقٌ أنا لا جاهٌ ولا ترفٌ
يغريكِ فيَّ فخليني وآهات
لو تعصُرينَ سنينَ العمرِ أكملها
لسالَ منها نزيفٌ من جراحاتي
كلِّ القناديلِ عذبٌ نورها وأنا تظلُّ
تشكو نضوبَ الزيتِ مشكاتي
لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنتِ رافضةً
حبي ولكنَّ عسر الحال مأساتي
***
فلـيمضغُ الـيأسَ آمالي التي يبُستْ
ولـيُغرقْ الموجَ يا ليلى بِضاعاتـي
عانــيتُ لا حــــزني أبوحُ بهِ
ولستِ تـدرينَ شـيئاً عن معاناتـي
أمشي وأضحكُ يـا ليلى مكابرةً لعلي
أخبـــئُ عن الناسِ إحتضاراتـي
لا الـناسُ تـعرفُ خطبي فتعذُرني
ولا ســـبيلَ لديهم في مواساتـي
لاموا أفـتتاني بـزرقاءِ العيونِ ولو
رأوا جمالَ عينيكِ ما لامو افتتانـي
لـو لـمْ يـكن أجملُ الألوانِ أزرقُها
ما اخــتارهُ الله لـــوناً للسماوات
يرسو بـجفنيَّ حِـرمانٌ يمصُ دمي
ويستبيـــحُ إذا شــاء ابتسامتـي
عندي أحاديثُ حزنٍ كـيف أسطُرها
تضيقُ ذِرعا بي أو في عباراتـي
ينـــزُّ مــن حرقتي الذلُّ فأسألهُ
لمن أبت؟... تـباريح الـمريضات
معذورةٌ أنتِ إن أجهضتِ لي أملي
لا الذنبُ ذنبكِ بـل كانتْ حماقاتـي
أضعتُ في عرضِ الصحراءِ قافلتـي
فمضيتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتـي
وجِئتُ أحـضانكِ الخـضراءَ منتشياً
كـالطفلِ يحملُ أحلامـي الـبريئات
أتيـــتُ أحــملُ في كفي أغنيةً
أجترها كلما طالتْ مسافاتــــي
حـتى إذا انبلجت عيناكِ فـي الأفقِ
وطـرَّز الفجـرُ أيامـي الكئـيبات
غرســتِ كفــكِ تجتثينَ أوردتي
وتســحقين بـــلا رفقٍِ مسرات
واغُربتاه مضاعٌ هاجرتْ سفني عني
و مـــا أبــحرت منها شراعات
نفيتُ وأسـتوطنَ الأغرابُ في بلدي
و مـــزقوا كـل أشيائي الحبيبات
خانتكِ عيناكِ فـي زيفٍ وفـي كذبٍ
أم غركِ البهرجُ الخداع... مولاتـي
توغلي يـا رماحَ الحقدِ فـي جسدي
و مـزقي مـا تبقى مـن حَشَاشَاتِ
فـراشةٌ جِئتُ أُلقـي كُحل أجنحتـي
لديــك فاحـترقت ظلماً جنا حاتي
أصيحُ والسيفُ مزروعٌ بخاصرتـي
و الـغدرُ حـطمَّ آمـالي العريضات
هل ينمحي طَيفُكِ السحريُّ من خلدي؟
وهل ستُشرقِ عـن صبح وجناتـي
ها أنتَ أيضاً كيفَ السبيلُ إلى أهلي؟
ودونهم قفـــر المنـــــارات
كـتبتُ فـي كـوكبِ المريـخِ لافتةً
أشكو بـها الطائرَ المحزونِ آهاتـي
وأنـــتِ أيـضاً ألا تبــت يداكِ
إذا آثـرتِ قـتلي و استعذبت أناتي
من لي بحذف اسمك الشفافِ من لغتي
إذا ستمسي بلا ليلى حكايـــاتـي
------------------------------------------
الشاعر حسن مرواني
ألقيت في حفل تخرج في كلية التربية في الجامعة العراقية سنة1987م