رآه من ادعى أنه خليفة المسلمين في الحجِّ
فقال :
من هذا الذي انصرفت الناس عني و رافقوه
و انحنو لهيبته
و كان الخليفة عالماً به . . . !!!
هو سيدنا الإمام علي السجَّاد
عليه و على آله السلام
فألهم الله الفرزدق هذه القصيدة
قالها و لم يخشى في الله لومة لائم
{ قصيدة الفرزدق في مدح الأمام زين العابدين عليه السلام }
هذا الذي تعرف البطحاء وَطَئتهُ
والبيت يعرفه والحلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد الله كُلُّهمُ
هذا التقي النقي الطاهرُالعلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهلهُ
بجده انبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا؟ بضائره
العرب تعرف من انكرت والعجمُ
كلتا يديه غياثٌ عمَّ نفعهما
يستوكفان ولا يعروهما عَدمُ
سهل الخليقة لاتخشى بوادره
يزينه اثنان حِسنُ الخلقِ والشيمُ
حمّال اثقال اقوام ٍ اذا امتدحوا
حلو الشمائل تحلو عنده نعمُ
ما قال لا قط ْ الا في تشهده
لولا التشهّد كانت لاءه نعمُ
عمَّ البرية بالاحسان فانقشعت
عنها الغياهب والاملاق والعدمُ
اذا رأته قريش قال قائلها
الى مكارم هذا ينتهي الكرمُ
يُغضي حياءً ويغضى من
مهابته فلا يكلَّمُ الا حين يبتسمُ
بكفّهِ خيزرانُ ريحها عبق
من كف اروع في عرنينه شممُ
يكاد يمسكه عرفان راحته
ركن الحطيم اذا ما جاء يستلمُ
الله شرّفه قدماً وعظّمه
جرى بذاك له في لوحة القلمُ
ايُّ الخلائق ليست في رقابهمُ
لأوّليّه هذا اوله نِعمُ
من يشكرِ الله يشكر اوّليّه ذا
فالدين من بيت هذا ناله الاممُ
ينمي الى ذروة الدين التي قصرت
عنها الاكف وعن احراكها القدمُ
من جده دان فضل الانبياء له
وفضل امته دانت لها الأممُ
مشتقة من رسول الله نبعته
طابت مغارسه والخيم والشيمُ
ينشق نور الدجى عن نورغرته
كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلمُ
من معشرٍ حبهم دينٌ وبغضهمٌ
كفرٌ وقربهم منجى ومعتصمُ
مقدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهمُ
في كِلّ بدءٍ ومختوم به الكلمُ
إن عدَّ اهل التقى كانوا ائمتهم او قيل
من خير اهل الارض قيل همُ
لا يستطيع جوادُ بعد جودهم
ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت
والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم
لاينقص العسر بسطاً من اكفّهم
سيّان ذلك إن اثروا وان عدموا
يستدفع الشرُّ والبلوى بحبّهم
ويستربُّ به والاحسان والنعمُ