الحزن و الغضب
الصوت في شفتيك لا يطرب
و النار في رأتيك لا تغلب
و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب
و شفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب
فعلام تغضب
-1-
أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان
شفتاك حاملتان
كل أنين غاب السنديان
و رويت لي للمرة الخمسين
حب فلانة و هو ى فلانة
و زجاجة الكونياك
و الخيام و السيف اليماني
عبثاً تخدر جرحك المفتوح
عربدة القناني
عبثاًَ تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني
الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني
فعلام لا تغضب
-2-
قالو ابتسم لتعيش . . .
فابتسمت عيونك للطريق . . .
و تبرأت عيناك من قلب يرمدّه الحريق . . .
و حلفت لي إني سعيد يا رفيق . . .
و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق . . .
الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق . . .
فإذا رأيت دمي بخمرك . . .
كيف تشرب يا رفيق . . .
أتحبها
أحببت قبلك
و ارتجفت على جدائلها الظليلة
كانت جميلة
لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة
وتحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة
و أنا و أنت نعاتب التاريخ
و العلم الذي فقد الرجولة
من نحن ... ؟
دع نزق الشوارع
يرتوي من ذل رايتنا القتيلة
فعلام لا تغضب ...؟
-5-
إنا حملنا الحزن أعواماً .. و ما طلع الصباح
و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا
و توقظها الرياح
و الريح عندك كيف تلجمها
و مالك من سلاح
إلا لقاء الريح و النيران
في وطن مباح
محمود درويش
الصوت في شفتيك لا يطرب
و النار في رأتيك لا تغلب
و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب
و شفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب
فعلام تغضب
-1-
أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان
شفتاك حاملتان
كل أنين غاب السنديان
و رويت لي للمرة الخمسين
حب فلانة و هو ى فلانة
و زجاجة الكونياك
و الخيام و السيف اليماني
عبثاً تخدر جرحك المفتوح
عربدة القناني
عبثاًَ تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني
الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني
فعلام لا تغضب
-2-
قالو ابتسم لتعيش . . .
فابتسمت عيونك للطريق . . .
و تبرأت عيناك من قلب يرمدّه الحريق . . .
و حلفت لي إني سعيد يا رفيق . . .
و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق . . .
الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق . . .
فإذا رأيت دمي بخمرك . . .
كيف تشرب يا رفيق . . .
أتحبها
أحببت قبلك
و ارتجفت على جدائلها الظليلة
كانت جميلة
لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة
وتحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة
و أنا و أنت نعاتب التاريخ
و العلم الذي فقد الرجولة
من نحن ... ؟
دع نزق الشوارع
يرتوي من ذل رايتنا القتيلة
فعلام لا تغضب ...؟
-5-
إنا حملنا الحزن أعواماً .. و ما طلع الصباح
و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا
و توقظها الرياح
و الريح عندك كيف تلجمها
و مالك من سلاح
إلا لقاء الريح و النيران
في وطن مباح
محمود درويش