قناعاِتنا
كالنَّجماتِ السّاكناتِ في سماءِ قُلوبِنا وكالجبالِ الرَّاسِياتِ في أرضِ
عُقولِنا
أم
كالرياحِ العاتياتِ تَعْصف بِها الجهات وكالأمواجِ يَجرفها تيار الزمان
لِكُلِّ شخصٍ منهج ومبدأ وقناعة في معتركِ الحياة ، يمضي بِهُم لِتكون لهُ
عناوين يسْتدِل عن طريقهِم ، لِدربٍ لهُ يسير .
فالقناعات ليستْ وليدة اللّحظة ، إنما كالبذرةِ ترعْرعت في دواخلنا ،
ورسمت ملامح لِفكرنا .
نسير في أرضِ الله ، ونُصافح أشخاص كانت لنا صِلة بِهِم بالماضي ،
وفقدنا الاتصال من ساعاتِ البعادِ ، ونجدهُم كما تركناهُم ، لمْ يُمارس
التَّطور سَطْوتهُ
عليهِم ولم تنال مِنهُم أحكام الدَّهر ، لا فكراً ولا أصلاً ولا مفهوماً .
وبِنفس الطريق نُصادف أشخاص آخرين ، ولا كأننا نَعرفهُم ، قد بدتْ صورة
مُختلفة عن ملامحهم ، نالتْ مِنهم وتكسَّرت أشرعة قناعاتِهم .!
وهنا يجول بالخاطرِ سؤال وسؤال ...
هل القناعات تخضع لِحضارة الزَّمن ويجب أن تُواكب تغيراتهُ حتى لا تصدأ .؟
وهل يصْدف أن تتأرجح القناعات بين كفة الصواب وكفة الخطأ .؟