حوار مع الخالدين
هي صديقة عزيزة . . . سألت مرة عن الحب . . .
فأجبتها بلسان غير لساني . . . و بوح ليس بوحي . . .
سؤال عن الحب . . . مع الخالدين في ضمائرنا :
اضطررت أن أسأل صديقي نزار ... أمير العشق .. و شاعر الحب
- الحب يا صديقي ... ما هو ... ؟
- قال لي :
عشرون عاماً فوق درب الهوى
و لا يزال الدرب مجهولا
فمرة كنت أنا قاتلاً
و أكثر المرات مقتولا
عشرون عاماً ... يا كتاب الهوى
و لم أزل في الصفحة الأولى ...
و لا يزال الدرب مجهولا
فمرة كنت أنا قاتلاً
و أكثر المرات مقتولا
عشرون عاماً ... يا كتاب الهوى
و لم أزل في الصفحة الأولى ...
- و لكنك يا سيدي ... قدوتنا ... و لست مثلي في أول الطريق .. ؟
- أجابني .. بكل برود ...
لولا المحبة في جوانحه
ما أصبح الانسان انسانا
.........
ما أصبح الانسان انسانا
.........
- يا صديقي هذه المحبة لكل الناس . . . الحب , العاطفة , ما رأيك ..؟
- قال :
إني كمصباح الطريق ... صديقي
أبكي ... و لا أحد يرى دمعاتي ...
والحب أصبح ... كلّه متشابها
كتشابه الأوراق في الغابات
أبكي ... و لا أحد يرى دمعاتي ...
والحب أصبح ... كلّه متشابها
كتشابه الأوراق في الغابات
- أضاف قائلاً : أعتقد كما قلت دوماً :
كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا
إ ن الحروف تموت حين تقال
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة
و شعورنا أن الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشة
و على الشفاه المطبقات سؤال
إ ن الحروف تموت حين تقال
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة
و شعورنا أن الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشة
و على الشفاه المطبقات سؤال
- يا سيدي أنا لا أناقشك بهذا ... و لكن أصبحنا في زمن كثرت فيه الخيانة ... و الغدر .... و المرور مرَّ السحاب في أجواء بعضنا بعضاً .. ؟
لا أحد يستمر حبه أكثر من أيام و شهور ... كأنه طيف ..؟
- نظر باستغراب الفجأة ... و قرأ ما في عيني .. و ابتسم قائلاً :
و كلما انفصلت عن واحدة ...
أقول في سذاجة :
" سوف تكون المرأة الأخيرة "
" و المرَّة الأخيرة "
و بعدها سقطت في الغرام ألف مرَّةٍ
و متُّ ألف مرَّة ....
و لم أزل أقول :
تلك المرة الأخيرة ....
أقول في سذاجة :
" سوف تكون المرأة الأخيرة "
" و المرَّة الأخيرة "
و بعدها سقطت في الغرام ألف مرَّةٍ
و متُّ ألف مرَّة ....
و لم أزل أقول :
تلك المرة الأخيرة ....
يا سيدي يبدو أني عقيم الفهم أمام عاشق دائم ...
- و سألت العظيمة غادة السمان ....
ما الحب ....؟
و تنهدت ... و كأني أوقظت بها سنين غافلات ....
......... غسّان !!!! .........
......... غسّان !!!! .........
- و قالت :
مولاي وروحي في يده ..........إن ضيعها سلمت يده
كان لك اسم من الأسماء
عادي ككل الأسماء
فأسميتك الحب..
أشتاق إلى رحيلك عن جسدي وأعصابي وكياني
وأذني وذاكرتي وغدي..
لماذا يدهشك أنني لم أقل لك قط: أحبـــــــك...!
ولماذا لا يدهشك أنني لم أقل لك ولو مرة: أنا أتنفس؟
غيابك يغتالني،
وحضورك يغتالني،
لأنه عتبة لغياب جديد
كان لك اسم من الأسماء
عادي ككل الأسماء
فأسميتك الحب..
أشتاق إلى رحيلك عن جسدي وأعصابي وكياني
وأذني وذاكرتي وغدي..
لماذا يدهشك أنني لم أقل لك قط: أحبـــــــك...!
ولماذا لا يدهشك أنني لم أقل لك ولو مرة: أنا أتنفس؟
غيابك يغتالني،
وحضورك يغتالني،
لأنه عتبة لغياب جديد
- و لكن يا سيدتي أسألك عن الحب ... و ليس عن المعنى . . ؟
- أجابت ... و لهفة العاشق في عينيها :
الحب ليس ضيفاٌ ثقيلاً..
يقيم إلى الأبد
إنه دورة من دورات الطبيعة،
كان لنا شتاؤه وربيع وصيفه وخريفه،
وها هو يرحل...!
وكما جاء يرحل، بخطاه الخفيفة
حتى دون أن يترك آثار أقدامه على ثلوجي وبحاري..!
يقيم إلى الأبد
إنه دورة من دورات الطبيعة،
كان لنا شتاؤه وربيع وصيفه وخريفه،
وها هو يرحل...!
وكما جاء يرحل، بخطاه الخفيفة
حتى دون أن يترك آثار أقدامه على ثلوجي وبحاري..!
- و لكن يا سيدتي أولئك الذين يجرحون الفؤاد
و يغدرون بنا ... بعدما نعطيهم الأمان
و يستسهلون الأذية ... و يرحلون كأن الماء لم يبلل ثيابهم
بعد أن غرقوا معنا في بحر الحب ... أو هكذا أوهمونا . . ؟
أجابت و هي ساهمة الطرف :
حينما نلتقي صدفة كما يلتقي الغرباء
تخترقني صورتك،
كرصاصة محكمة التصويب إلى جبهي،
وحينما أسمع صوتك من جديد..
يخفق قلبي،
كجسد عصفور طار تحت الثلج مئة عام
تخترقني صورتك،
كرصاصة محكمة التصويب إلى جبهي،
وحينما أسمع صوتك من جديد..
يخفق قلبي،
كجسد عصفور طار تحت الثلج مئة عام
- لم أفهم ... و أشعر أني معك أتجرد من ذاتي
أنت التي أعادتني الى الحياة منك تعلمت المسامحة ...
و الصفح و الغفران ... و لمس الجراح ... و لا أطلب أن تبرأ ... أنت قديستي و شيطانتي .. أنت طهري و قذارتي
و أنت الحب العاصف بالوجدان ....
بالله عليكِ .... أخبريني ...- قالت بصمت مريب :
كما قال يوماً محمود الدرويش :
أثر الفراشة
أَثَرُ الفراشة لا يُرى
أَثَرُ الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ
هو شامةٌ في الضوء تومىء
حين يرشدنا إلى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولاتقول...
أَثَرُ الفراشة لا يُرى
أَثَرُ الفراشة لا يزولُ
أَثَرُ الفراشة لا يُرى
أَثَرُ الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ
هو شامةٌ في الضوء تومىء
حين يرشدنا إلى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولاتقول...
أَثَرُ الفراشة لا يُرى
أَثَرُ الفراشة لا يزولُ
- يا صديقتي عدنا الى نقطة الصفر :
أجابت و حياء الأنثى يسبقها :
في عنق الزجاجة .... كان لقاؤنا
بلَّلتني باللَّيل الحزينِ الماطرِ , و بحنانكِ ...
و أحببتك ...
و ها أنت عبثاً ترحل عن لحم ذاكرتي مثل نصل سكين يغادر جرحه ...
ترحل ... ؟
تغطس في ظلام النسيان ... ؟
أَنطَفيء في حياتكِ كشمعة حاصرتها الرياح ....
كالعباءة ... لملمتك حول جسدي ...
كالكفن .... رضيتك للقليل الذي تبقَّى لي ...
يا حبيبي ...
بالنحل ملأت رأسي ...
بملايين الأسئلة التي لم تكن تخطر لي ببال ...
جسدي لفافات أسلاك شائكة .. كيف استطعت اختراق أسواري ...؟
في عنق الزجاجة كان لقاؤنا ...
لا قبل ذلك , لا بعد ذلك , لماذا ؟
ماذا أقول لك ...؟
غير أن قلبي يحصده الحزن بمنجل فراقنا ....
بلَّلتني باللَّيل الحزينِ الماطرِ , و بحنانكِ ...
و أحببتك ...
و ها أنت عبثاً ترحل عن لحم ذاكرتي مثل نصل سكين يغادر جرحه ...
ترحل ... ؟
تغطس في ظلام النسيان ... ؟
أَنطَفيء في حياتكِ كشمعة حاصرتها الرياح ....
كالعباءة ... لملمتك حول جسدي ...
كالكفن .... رضيتك للقليل الذي تبقَّى لي ...
يا حبيبي ...
بالنحل ملأت رأسي ...
بملايين الأسئلة التي لم تكن تخطر لي ببال ...
جسدي لفافات أسلاك شائكة .. كيف استطعت اختراق أسواري ...؟
في عنق الزجاجة كان لقاؤنا ...
لا قبل ذلك , لا بعد ذلك , لماذا ؟
ماذا أقول لك ...؟
غير أن قلبي يحصده الحزن بمنجل فراقنا ....
و لكنك الآن كمن فسَّر الماء بعد جهد بالماءِ
تركتها تموج بها الذكرى ... و حبيبها غسان ... ينير عقلها بذكراه ..
- ما رأيك ... يا معلّمي الأكبر ...؟؟؟؟
و انتبه من رقاده الأبدي في عيون العاشقين ..
و نشيج الحالمين :
" أما أنت إذا أحببت .. لا تقل الله في قلبي و لكن قل أنا في قلب الله "
و نشيج الحالمين :
" أما أنت إذا أحببت .. لا تقل الله في قلبي و لكن قل أنا في قلب الله "
- يا سيدي و مولاي أنسيتني السؤال ...
- جبران :
" لأن الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئا منها"
وماذا أقول عن كهوف روحي ؟ تلك الكهوف التي تخيفك اني التجئ إليها عندما أتعب من سبل الناس الواسعة وحقولهم المزهرة وغاباتهم المتعرشة. إني أدخل كهوف روحي عندما لا أجد مكاناً آخر أسند إليه رأسي , ولو كان لبعض من أحبهم الشجاعة لدخول تلك الكهوف لما وجدوا فيها سوى رجل راكع على ركبتيه وهو يصلي .
وماذا أقول عن كهوف روحي ؟ تلك الكهوف التي تخيفك اني التجئ إليها عندما أتعب من سبل الناس الواسعة وحقولهم المزهرة وغاباتهم المتعرشة. إني أدخل كهوف روحي عندما لا أجد مكاناً آخر أسند إليه رأسي , ولو كان لبعض من أحبهم الشجاعة لدخول تلك الكهوف لما وجدوا فيها سوى رجل راكع على ركبتيه وهو يصلي .
حسناً يا سيدي دعني أرتوي من جوابك و أفهم ....؟
نظر للسماء ... ثم أغمض عينيه و قال :
لا , لا أريد أن يفهمني بشري إذا كان فهمه إياي ضرياً من العبودية المعنوية . وما أكثر الذين يتوهمون أنهم يفهموننا لأنهم وجدوا في بعض مظاهرنا شيئاً شبيهاً بما اختبروه مرة في حياتهم . وليتهم يكتفون بادعائهم ادراك أسرارنا – تلك الأسرار التي نحن ذواتنا لا ندركها – ولكنهم يصموننا بعلامات وأرقام ثم يضعوننا على رف من رفوف أفكارهم واعتقاداتهم
من هؤلاء البشر... الذين يدعون فهمنا ومعرفة خفايانا؟ ...
وهل تستطيعين اقناعه .... بأن الاستقلال هو محجة الأرواح ... وإن أشجار السنديان والصفصاف ... لا تنمو في ظلال بعضها البعض ؟
من هؤلاء البشر... الذين يدعون فهمنا ومعرفة خفايانا؟ ...
وهل تستطيعين اقناعه .... بأن الاستقلال هو محجة الأرواح ... وإن أشجار السنديان والصفصاف ... لا تنمو في ظلال بعضها البعض ؟
- يا سيدي ... أنا ............
- "جبران" :
لو سمحت لنفسي الفرحة أن تتألم. . . لتألمت منها . ولكن كيف اسمح لنفسي النظر إلى شبه سحابة في سماء صافية مرصعة بالنجوم ؟ وكيف أحول عيني عن شجرة مزهرة إلى ظلّ من أغصانها ؟
وكيف لا أقبل وخزة صغيرة من يد عطرة مفعمة بالجواهر ؟
- و أنت يا سيّد أبو علي ... أليس لك شيء من ذاتك تحكيه
الم تعرف الحب الا من قراءةٍ لحب الآخرين
... الم تكتوي حنجرتك بطعم الزقوم ...
... الم تسهر الليل و أنت محدِّقٌ بالنجوم
... و تلك ادَّعت الحب .. و غيرها أبحرت بك
... و في منتصف اليمِّ ألقت بك إلى غياهب المجهول
هنا ... تنهد أبو علي ... و كادت حرقة القلب
أن تشعل النار فيمن جاوره ...
و صمَتَ ... لأنه علا صوت الديك
و أدرك شهرزاد الصباح ..........
فنام ... في داخله شهريار
و إلى لقاء قريب
بكل محبة
أبو علي
وكيف لا أقبل وخزة صغيرة من يد عطرة مفعمة بالجواهر ؟
- و أنت يا سيّد أبو علي ... أليس لك شيء من ذاتك تحكيه
الم تعرف الحب الا من قراءةٍ لحب الآخرين
... الم تكتوي حنجرتك بطعم الزقوم ...
... الم تسهر الليل و أنت محدِّقٌ بالنجوم
... و تلك ادَّعت الحب .. و غيرها أبحرت بك
... و في منتصف اليمِّ ألقت بك إلى غياهب المجهول
هنا ... تنهد أبو علي ... و كادت حرقة القلب
أن تشعل النار فيمن جاوره ...
و صمَتَ ... لأنه علا صوت الديك
و أدرك شهرزاد الصباح ..........
فنام ... في داخله شهريار
و إلى لقاء قريب
بكل محبة
أبو علي