الجدار المصري يتمدّد بصمت .. إشراف استخباري أميركي وفرنسي على عمليّات الحفر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]غزة..
خفت الحديث في الفترة الأخيرة عن الجدار الذي تبنيه القاهرة تحت الأرض على الحدود مع قطاع غزّة، غير أن هذا لا يعني أن العمل توقّف أو عُلّق. آلات الحفر لا تزال رابضة على الحدود والعمل يجري بصمت، وتمدّد الجدار بات يهدّد فعليّاً حركة الأنفاق التي تعدّ رئة التنفّس للقطاع المحاصر.
الجدار المصري بدأ يقترب من منطقة الأنفاق الحيويّة، ما أدى إلى توقف العمل في العديد منها، فيما تكثّف قوات الأمن حركتها في سيناء، تحت إشراف ضبّاط من الاستخبارات الأميركيّة والفرنسيّة، تحت عنوان مكافحة تهريب السلاح، لكن المكافحة تطال تهريب عناصر الحياة أيضاً.
حيث أكد مصدر أمني مطلع وأصحاب أنفاق تهريب أن السلطات المصرية أنجزت مقاطع مهمة وواسعة من الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع قطاع غزة، تحت إشراف أميركي فرنسي، لمنع عمليات التهريب إلى القطاع الذي تحكمه حركة حماس والمحاصر للعام الرابع على التوالي. وقال مصدر أمني لـ جريدة «الأخبار» إن سلطات الأمن المصرية شرعت منذ نحو عشرة أيام في إقامة الجدار في الناحية الغربية من بوابة صلاح الدين في مدينة رفح، وصولاً إلى منطقة «البراهمة»، وهي المنطقة المكتظة بأنفاق التهريب.
وأضاف أن السلطات المصرية تعمل بنشاط ملحوظ في الآونة الأخيرة، بإشرف ضباط في الاستخبارات الأميركية والفرنسية، التي تتابع مجريات العمل ميدانياً.
ويعتمد سكان غزة على أنفاق التهريب للتزود بكثير من المواد والبضائع التي تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ادخالها للقطاع منذ تشديد الحصار على القطاع في منتصف حزيران 2007.
وتدهورت علاقة الحركة الإسلامية بمصر عقب مقتل جندي مصري قبل نحو ثلاثة شهور في صدامات بين قوات الأمن المصرية وفلسطينيين تظاهروا على مقربة من الحدود احتجاجاً على بناء الجدار الفولاذي، الذي يرى فيه الغزيون امعاناً في تشديد الحصار عليهم.
وعززت سلطات الأمن المصرية وجودها على الجانب المصري من الحدود في أعقاب الحادثة، لجهة تكثيف دوريات حرس الحدود، وتحصين مواقع وأبراج المراقبة. وقال المصدر الأمني إن سلطات الأمن المصرية استبدلت أبراج المراقبة الحديدة المرتفعة والمكشوفة، بأبراج من الأسمنت المسلح وذات ارتفاع منخفض، لحماية جنودها من الاستهداف، وتمكينهم من القفز من دون خطر في حال الطوارئ.
ونجحت سلطات الأمن المصرية في الآونة الأخيرة في احباط عدة عمليات تهريب سيارات وبضائع وحتى أسلحة.
وقال المصدر الأمني إن قوات الأمن المصرية ضبطت قبل يومين نحو 100 صاروخ مضاد للطائرات كانت مخزنة في منطقة في سيناء المصرية ومعدة للتهريب للمقاومة في غزة.
وفي اليوم ذاته، أحبطت السلطات المصرية عملية تهريب 41 سيارة من نوع «هيونداي ألانترا» 2010، بحسب أصحاب أنفاق. وأكد صاحب نفق في منطقة «البراهمة»، غرب مدينة رفح، أن الاجراءات المكثفة من جانب الأمن المصري، والتعقيدات التي أضافها بناء الجدار الفولاذي، أدّت إلى إغلاق مئات أنفاق التهريب سواء طوعاً خشية على الحياة، أو كراهية بانهيارها أو اغلاق مخرجها من الجانب المصري.
ووفقاً لصاحب النفق، الذي فضل تعريف نفسه باسم «أبو أحمد»، فإن الأنفاق التي تعمل حالياً بالحد الأدنى لا تتجاوز 40 نفقاً من أصل نحو 400 نفق كانت تعمل بكامل طاقتها على مدار أكثر من ثلاث سنوات. ويبدي أبو أحمد استخفافاً بقدرة الجدار وحده على القضاء كلياً على ظاهرة التهريب عبر الأنفاق، لكنه يبدي خشية كبيرة من الأنابيب الضخمة التي زُرعت بين مقاطع الجدار، وتشير المعلومات إلى أنها ستستخدم لضخ مياه من البحر في باطن الأرض على امتداد الحدود بطريقة «التنقيط» الدائم، بغية «خلخلة» التربة، ما سيؤدي إلى انهيار الأنفاق القائمة ومنع حفر أي انفاق جديدة.
ويعتقد أبو أحمد أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية هي التي اضطرت مصر إلى العمل على اغلاق الانفاق ومنع التهريب، ولولا هذه الضغوط لاستمر عمل الأنفاق، التي تدر أرباحاً خيالية على التجار المصريين، وسببت انعاش حركة البيع والشراء في مدينة العريش وجميع مناطق محافظة سيناء.
وأكد أبو أحمد أن التهريب عبر الأنفاق كان يتم بمعرفة ضباط مصريين رفيعي المستوى وجنود في حرس الحدود استفادوا من هذه الظاهرة، لكن مع الشروع في بناء الجدار تغيّر الطواقم والفرق الأمنية العاملة على الحدود واستُبدلت على ما يبدو بأخرى تنفذ سياسة الدولة.
خفت الحديث في الفترة الأخيرة عن الجدار الذي تبنيه القاهرة تحت الأرض على الحدود مع قطاع غزّة، غير أن هذا لا يعني أن العمل توقّف أو عُلّق. آلات الحفر لا تزال رابضة على الحدود والعمل يجري بصمت، وتمدّد الجدار بات يهدّد فعليّاً حركة الأنفاق التي تعدّ رئة التنفّس للقطاع المحاصر.
الجدار المصري بدأ يقترب من منطقة الأنفاق الحيويّة، ما أدى إلى توقف العمل في العديد منها، فيما تكثّف قوات الأمن حركتها في سيناء، تحت إشراف ضبّاط من الاستخبارات الأميركيّة والفرنسيّة، تحت عنوان مكافحة تهريب السلاح، لكن المكافحة تطال تهريب عناصر الحياة أيضاً.
حيث أكد مصدر أمني مطلع وأصحاب أنفاق تهريب أن السلطات المصرية أنجزت مقاطع مهمة وواسعة من الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع قطاع غزة، تحت إشراف أميركي فرنسي، لمنع عمليات التهريب إلى القطاع الذي تحكمه حركة حماس والمحاصر للعام الرابع على التوالي. وقال مصدر أمني لـ جريدة «الأخبار» إن سلطات الأمن المصرية شرعت منذ نحو عشرة أيام في إقامة الجدار في الناحية الغربية من بوابة صلاح الدين في مدينة رفح، وصولاً إلى منطقة «البراهمة»، وهي المنطقة المكتظة بأنفاق التهريب.
وأضاف أن السلطات المصرية تعمل بنشاط ملحوظ في الآونة الأخيرة، بإشرف ضباط في الاستخبارات الأميركية والفرنسية، التي تتابع مجريات العمل ميدانياً.
ويعتمد سكان غزة على أنفاق التهريب للتزود بكثير من المواد والبضائع التي تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ادخالها للقطاع منذ تشديد الحصار على القطاع في منتصف حزيران 2007.
وتدهورت علاقة الحركة الإسلامية بمصر عقب مقتل جندي مصري قبل نحو ثلاثة شهور في صدامات بين قوات الأمن المصرية وفلسطينيين تظاهروا على مقربة من الحدود احتجاجاً على بناء الجدار الفولاذي، الذي يرى فيه الغزيون امعاناً في تشديد الحصار عليهم.
وعززت سلطات الأمن المصرية وجودها على الجانب المصري من الحدود في أعقاب الحادثة، لجهة تكثيف دوريات حرس الحدود، وتحصين مواقع وأبراج المراقبة. وقال المصدر الأمني إن سلطات الأمن المصرية استبدلت أبراج المراقبة الحديدة المرتفعة والمكشوفة، بأبراج من الأسمنت المسلح وذات ارتفاع منخفض، لحماية جنودها من الاستهداف، وتمكينهم من القفز من دون خطر في حال الطوارئ.
ونجحت سلطات الأمن المصرية في الآونة الأخيرة في احباط عدة عمليات تهريب سيارات وبضائع وحتى أسلحة.
وقال المصدر الأمني إن قوات الأمن المصرية ضبطت قبل يومين نحو 100 صاروخ مضاد للطائرات كانت مخزنة في منطقة في سيناء المصرية ومعدة للتهريب للمقاومة في غزة.
وفي اليوم ذاته، أحبطت السلطات المصرية عملية تهريب 41 سيارة من نوع «هيونداي ألانترا» 2010، بحسب أصحاب أنفاق. وأكد صاحب نفق في منطقة «البراهمة»، غرب مدينة رفح، أن الاجراءات المكثفة من جانب الأمن المصري، والتعقيدات التي أضافها بناء الجدار الفولاذي، أدّت إلى إغلاق مئات أنفاق التهريب سواء طوعاً خشية على الحياة، أو كراهية بانهيارها أو اغلاق مخرجها من الجانب المصري.
ووفقاً لصاحب النفق، الذي فضل تعريف نفسه باسم «أبو أحمد»، فإن الأنفاق التي تعمل حالياً بالحد الأدنى لا تتجاوز 40 نفقاً من أصل نحو 400 نفق كانت تعمل بكامل طاقتها على مدار أكثر من ثلاث سنوات. ويبدي أبو أحمد استخفافاً بقدرة الجدار وحده على القضاء كلياً على ظاهرة التهريب عبر الأنفاق، لكنه يبدي خشية كبيرة من الأنابيب الضخمة التي زُرعت بين مقاطع الجدار، وتشير المعلومات إلى أنها ستستخدم لضخ مياه من البحر في باطن الأرض على امتداد الحدود بطريقة «التنقيط» الدائم، بغية «خلخلة» التربة، ما سيؤدي إلى انهيار الأنفاق القائمة ومنع حفر أي انفاق جديدة.
ويعتقد أبو أحمد أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية هي التي اضطرت مصر إلى العمل على اغلاق الانفاق ومنع التهريب، ولولا هذه الضغوط لاستمر عمل الأنفاق، التي تدر أرباحاً خيالية على التجار المصريين، وسببت انعاش حركة البيع والشراء في مدينة العريش وجميع مناطق محافظة سيناء.
وأكد أبو أحمد أن التهريب عبر الأنفاق كان يتم بمعرفة ضباط مصريين رفيعي المستوى وجنود في حرس الحدود استفادوا من هذه الظاهرة، لكن مع الشروع في بناء الجدار تغيّر الطواقم والفرق الأمنية العاملة على الحدود واستُبدلت على ما يبدو بأخرى تنفذ سياسة الدولة.
سمك مصري في غزة
وقد شهدت عمليات التهريب عبر الأنفاق تطوراً ملحوظاً لم يحد من استمراره إلا بناء الجدار الفولاذي والاجراءات الأمنية المصرية المشددة، فمع البدايات الأولى كان المهربون يكتفون يتهريب البضائع الصغيرة الحجم التي تتناسب مع اتساع النفق. وشيئاً فشيئاً كان «الحصار سبباً للابداع والابتكار»، ونجح المهربون في اغراق غزة بالوقود المصري بعد تجارب عدة تكللت بالنجاح بمد أنابيب لنقله في باطن النفق.
وكلما اشتكى سكان غزة من نقص في شيء، تداعى المهربون إلى التفكير في تطوير أنفاقهم، مروراً بالغسالات والثلاجات والدراجات النارية، وأكياس الأسمنت، وفصل السيارات أربعة أجزاء قبل اعادة تجميعها ثانية في غزة، وصولاً إلى تطوير أنفاق تتسع لتهريب السيارات من دون الحاجة إلى تجزئتها.
ونجح أصحاب الأنفاق في تهريب السمك لفترة محدودة، قبل أن يدخل الصيادون على خط التهريب، حيث يتوجهون بمراكبهم وقواربهم ليلتقوا بنظرائهم المصريين قبالة شواطئ مدينة العريش، ويشتروا منهم السمك، ويجلبوه للبيع في أسواق غزة، بعدما حرمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي من الصيد في بحر غزة المحاصر.
وقد شهدت عمليات التهريب عبر الأنفاق تطوراً ملحوظاً لم يحد من استمراره إلا بناء الجدار الفولاذي والاجراءات الأمنية المصرية المشددة، فمع البدايات الأولى كان المهربون يكتفون يتهريب البضائع الصغيرة الحجم التي تتناسب مع اتساع النفق. وشيئاً فشيئاً كان «الحصار سبباً للابداع والابتكار»، ونجح المهربون في اغراق غزة بالوقود المصري بعد تجارب عدة تكللت بالنجاح بمد أنابيب لنقله في باطن النفق.
وكلما اشتكى سكان غزة من نقص في شيء، تداعى المهربون إلى التفكير في تطوير أنفاقهم، مروراً بالغسالات والثلاجات والدراجات النارية، وأكياس الأسمنت، وفصل السيارات أربعة أجزاء قبل اعادة تجميعها ثانية في غزة، وصولاً إلى تطوير أنفاق تتسع لتهريب السيارات من دون الحاجة إلى تجزئتها.
ونجح أصحاب الأنفاق في تهريب السمك لفترة محدودة، قبل أن يدخل الصيادون على خط التهريب، حيث يتوجهون بمراكبهم وقواربهم ليلتقوا بنظرائهم المصريين قبالة شواطئ مدينة العريش، ويشتروا منهم السمك، ويجلبوه للبيع في أسواق غزة، بعدما حرمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي من الصيد في بحر غزة المحاصر.
الأخبار