من هي زينب (عليها السلام)؟
وكيف لنا أن نعرّف بزينب (عليها السلام) وهي أشهر من نار على علم؟
ابنة من تكون زينب؟ وأخت من وعمّة من؟
وكيف لكلماتنا القاصرة أن ترتقي للتعريف ببطلة الطفّ، وهي التي بات رأسها أحدوثة كلّ لسان، وسلوى لكلّ قلب مفجع، ورمز كلّ مظلوميّة ثائرة، وأرجوزة كلّ أم صابرة.. زينب، وما أدراك ما زينب؟ العالمة غير المعلمة، التي نشأت وترعرعت في بيت العصمة والطهارة، تغذت بلبن من أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وتجمّلت بشمائل أبيها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فجاءت ثمرة غضّة يانعة قد اشتدّ عودها، وقوت جذورها.. فكانت بحقّ هبة السماء إلى الأرض.
فما أعظمك من سليلة للبيت العلوي، وما أجلّ قدرك يا ابنة الزهراء البتول، وأنت تتقلبين في أحضان بيت هو خير بيوتات المسلمين، تتعهّدك يد السماء لتكوني في يوم ما عونا وسنداً لأخيك الحسين في رزئه العظيم في عرصات كربلاء.
وزينب (عليها السلام) كانت ولا تزال رمز كلّ مكرمة، وعنوان كلّ فضيلة وشموخ كلّ ثورة.. وإذا أردنا أن ننصف زينب (عليها السلام) في كلمة جامعة مانعة، وان لم نقدر، فلنقل: إذا كان ولابدّ للمصائب من أم، فأمها زينب، لذا يقال في زيارتها: (السلام عليك يا أم المصائب يا زينب) تلك المصائب التي لا تقدر على حملها الجبال الرواسي، فلا غرابة إذن أن نجد اللبوة الهاشمية تزأر كزئير الأسد في وجه العتاة الظالمين بعد أن قتلوا أخوتها وأبنائها وأهل بيتها، وكانت تلك تشكل نقطة انطلاق لتحرّك العقيلة زينب (عليها السلام) في مسيرة الطفّ الدامي، مسيرة الدم والشهادة.
للأمانة منقول