وأحببت قبل البدئ فيه أن أتطرق إلى أمرين مهمين :
الأول : أحرف الميزان الصرفي ( ف ، ع ، ل )
والثاني : كيفية وزن الكلمة ، أو بعبارة أخرى ، ما يراعى في الميزان :
أ - إذا كانت الكلمة ثلاثية اسما كان أو فعلا قوبل الحرف الأول بـ " الفاء " والثاني بـ " العين " والثالث بـ " اللام " ، نحو : " كتب " فالكاف مقابل الفاء ، والتاء مقابل العين ، والباء مقابلة لللام .
ب- إذا كانت رباعية مجردة اسما كان أو فعلا زيد على " فعل " لام ، نحو : " جعفر ، ودحرج فوزنهما " فعلل " .
ج -إذا زيد على الثلاثي حرف أو حرفان أو ثلاثة من أحرف الزيادة المجموعة في " سألتمونيها " ينزل الزائد بنفسه في الميزان ، نحو : " قاتل " فأصل قاتل على حسب أحرف الميزان الصرفي " قتل " فالقاف مقابلة للفاء ، ، والتاء مقابلة للعين ، واللام مقابلة لللام ، والألف زائدة تنزل كما هي .
ومثلها " استقتل " فأصله " قتل " فالقاف مقابلة للفاء ، ، والتاء مقابلة للعين ، واللام مقابلة لللام
والهمزة والسين والتاء حروف زائدة تنزل كما هي .
د -وإذا زيد على الرباعي من الأفعال حرف أو حرفان نضع الزيادة كما هي في الميزان ، نحو : " تدحرج " فنقول : " تفعلل " فأصله " دحرج " الدال مقابلة للفاء ، والحاء مقابلة للعين ، والراء مقابلة لللام ، والجيم مقابلة لللام الثانية ،والتاء زائدة تنزل كما هي ، فتصبح " تفعلل " ومثلها " اطمأنَّ " أصله " طمأن " الطاء مقابلة للفاء ، والميم مقابلة للعين ، والهمزة مقابلة لللام ، والنون مقابلة لللام الثانية ،واالألف زائدة تنزل كما هي ، فتصبح " افعللّ" .
هـ - إذا ضعف حرف من الأصول " وغالبا ما يكون في العين واللام " ضعّف نظيره في الميزان ، نحو : " قطّع " احمرَّ " فنقول " فعَّل ، بتضعيف العين ، و افعلَّ بتضعيف اللام " .
و - إذا حذف حرف من الكلمة الموزونة ، حذف نظيره من الميزان ، سواء أكان المحذوف فاء الكلمة ، نحو : فعل الأمر " عد " فوزنه " عل " لأن الفعل الماضي منه " وعد " حذفت الواو وهي فاء الكلمة ، ومثله المضارع " يعد " على وزن " يعل " أو لام الكلمة ، نحو : " أب " و"يد " و أخ " فكلها على وزن " فع " .
ز - إذا حصل إبدال حرف بآخر روعي المبدل منه نحو : " اصطبر " فوزنها " افتعل "؛ لأن الطاء أصلها تاء الافتعال .
ح - إذا حصل قلب في الكلمة الموزونة قُوبل الأصل في الميزان ، نحو : " قال " يكون على وزن " فعل " إذ أصله " قَوَل " .
ط - إذا حصل قلب مكاني في الكلمة الموزونة حصل أيضا في الميزان ، نحو : " حادي " فتكون على وزن " عالف " ؛ لأنه مقلوب واحد " .
أوزان جموع التكسير
جمع التكسير
هو ما دلَّ على أكثر من اثنين بتغيير صورة مفرده، تغييرًا مقدرًا كفُلْك، بضم فسكون، للمفرد والْجمع، فزنته فى المفرد كزنة قُفْل، وفى الجمع كزنة أسْد، وكهِجان لنوع من الإبل، ففى المفرد ككتاب، وفى الجمع كرِجال.
أو تغييرًا ظاهرًا، إما بالشكل فقط، كأُسْد بضم فسكون، جمع أسدَ بفتحتين. وإما بالزيادة فقط، كصِنوان، فى جمع صِنو بكسر فسكون فيهما. وإما بالنقص فقط، كتُخَم فى جمع تُخَمة بضم ففتح فيهما. وإما بالشكل والزيادة كرِجال بالكسر، فى جمع رَجل بفتح فضم. وإما بالشكل والنقص كَكُتب بضمتين. فى جمع كتاب بالكسر. وإما بالثلاثة، كغِلمان بكسر فسكون، فى جمع غلام بالضم.
أما التغير بالنقص والزيادة دون الشكل، فتقضيه القسمة العقلية، ولكن لم يوجد له مثال.
وهذا الجمع عامًّ فى العقلاء وغيرهم، ذكورًا كانوا أو إناثًا. وأبنيته سبعة وعشرون، منها أربعة للقِلة، والباقى للكثرة.
فالقلة: من ثلاثة إلى عشرة، والكثرة: من أحد عشر إلى ما لا نهاية له.
وقيل: إنهما متفقان مبدأ لا غاية، فالقلة: من ثلاثة إلى عشرة. والكثرة: من ثلاثة إلى ما لا نهاية له.
وإنما تعتبر القلة فى نكرات الْجموع، أما معارفها بأل أو الإضافة فصالحة للقلة والكثرة، باعتبار الجنس أو الاستغراق، وقد ينوب أحدهما عن الآخر وضعًا: بأن تضع العرب أحد البناءين صالحًا للقلة والكثرة، ويستغنون به عن وضع الآخر، فيستعمَل مكانه بالاشتراك المعنوىّ لا مجازًا
ولكل من النوعين السابقين أوزان وقواعد ، حرص الصرفيون جاهدين العمل بها ، والتقيد بضوابطها ، ولكن مما تجدر الإشارة إليه قبل الخوض في أنواع وصيغ جموع التكسير ، أن نذكر أنّ هذه الجموع منها السماعي الذي لا بد من الرجوع لمعرفته إلى معاجم اللغة ، وكتب النحو للوقوف عليها ، ومنها القياسي الذي وضعت له القواعد والأوزان تطبق على كل ما توافرت فيه الشروط عند الجمع ، لذلك سينصب حديثنا على هذه الأوزان القياسية إن شاء الله .
أولا : جموع الكثرة .
الأول: فُعْل، بضم فسكون:
وينقاس فى أفْعَلَ ومُؤنّثِه فَعْلاء صِفتين، كحُمْر بضم فسكون، فى جمع أحمر وحمراء.
ويكثر فى الشعر ضم عينه إن صحت هى ولامه ولم يضعَّف، نحو:
*وَأنْكَرَتْنِى ذَوَاتُ الأعْيُنِ النُّجُلِ*
بضم الجيم جمع نَجْلاء: أى واسعة، بخلاف نحو بيضٍ وَعُمْى وغُرّ فلا يُضَم لاعتلال العين فى الأول، واللام فى الثانى، والتضعيف فى الثالث.
وكما يكون جمعًا لأفْعَل الذى مؤنثه فَعْلاء، يكون جمعًا أيضًا لأفعل الذى لا مؤنث له أصلاً، كأكْمَر لعظيم الكَمَرَة، وآدَر بالمد لعظيم الخُصية، وكذا لفَعلاء الذى لا أفعل له كَرَتْقاء.
الثانى: فُعُل، بضمتين:
ويطَّرد فى وصف على فَعُول بمعنى فاعل، كغفور وغُفُر، وصَبور وصُبُر. وفى كل اسم رُباعىّ قبل آخره مدّ، صحيح الآخِر، مذكرًا، كان أو مؤنثًا، كقَذَال بالفتح، وجمع جِمَاع مؤخَّر الرأس، وقُذُل، وحِمار وَحُمُر، وكُرَاع بالضم وكُرُع، وقضيب وقُضُب، وَعمود وعُمُد.
ويشترط فى مفرده أيضًا ألاّ يكون مضعَّفًا مَدّته ألف.
ثم إن كانت عين هذا الْجمع واوًا وجب تسكينُها، كَسُوْر وسُوْك جمعَىْ سِوار وسِواك، وإلا جاز ضمها وتسكينها، نحو قُذُل بضمتين، وقُذْل بالسكون، وسُيُل بضمتين، وسِيْل بكسر فسكون، جمع سَيال: اسم شجر له شوك، لكن إن سكنت الياء وجب كسر ما قبلها، نظير بِيْض فى جمع أبيض.
الثالث: فُعَل بضم ففتح:
ويطرد فى اسم على فُعْلة بضم فسكون، وفى فُعْلى بضم فسكون أنثى أفعل، كغُرْفة ومُدْية وحُجّة. وكصُغْرَى، وكُبْرَى، فتقول فيها: غُرَف، ومُدًى، وحُجَج، وصُغَر وكُبَر. وشذَّ فى بُهْمة بضم فسكون، وصف للرجل الشجاع: بُهَم، كما شذ جمع رُؤْيا بضم الأوَّل، ونَوْبة وقَرْية بفتح أوَّلهما، ولِحْيَة بكسره، وتُخَمة بضم ففتح، على فُعَل، للمصدرية فى الأوَّل، وانتفاء ضم الفاء فى الثلاثة بعده، وفتح عين الأخير.
الرابع: فِعَل، بكسر ففتح:
ويطَّرد فى اسمٍ على فِعْلة بكسر فسكون، كحِجَّة وحِجج، وكِسْرة وكِسَر، وفِرْية، وهى الكذب، وفِرًى. وسُمِع فى حِلية ولِحْيَة بكسر أوَّلهما: حُلىً وَلُحًى بضمه، كما سمع فى فُعْلة بضم فسكون: فِعَل بكسر ففتح، كصُورة وصِوَر.
الخامس: فُعَلَة، بضم ففتح:
ويطَّرد فى وصفِ عاقلٍ على وزن فاعل معتل اللام، كقاضٍ وقضاة، وَرَامٍ ورُماة، وغاز وغُزَاة.
السادس: فَعَلة، بفتحات:
ويطَّرد فى وصف مذكر عاقل صحيح اللام ككاتب وكَتَبة، وساحر وسَحَرة، وبائع وباعة، وصائغ وصاغَة، وبارٍّ وبَرَرة، وبعضهم يجعل هذه الصيغة أصل سابقتها، وإنما ضُمّت فاء الأولى، للفرق بين صحيح اللام ومعتلها.
السابع: فَعْلَى، بفتح فسكون ففتح:
ويطَّرد فى وصفٍ دالٍّ على هلاك، أو توجُّع، أو تشتُّت، بزنة فَعِيل، نحو قتيل وقَتْلَى، وجريح وجَرْحَى، وأسير وأسْرَى، ومريض ومَرْضَى.
أو زنة فَعِل بفتح فكسر، كزَمِن وزَمْنَى، أو زنة فاعل، كهالك وهَلْكَى، أو زنة فَيْعِل بفتح فسكون فكسر، كميت ومَوْتَى، أو زنة أفعَل كأحمَقَ وَحَمْقى، أو زنة فَعْلان، كعطشان وعَطْشَى.
الثامن: فِعَلَة، بكسر ففتح:
وهو كثير فى فُعْل بضم فسكون اسمًا صحيح اللام، كقُرْط وقِرَطة، ودُرْج ودِرَجة، وكُوز وكِوَزة، ودُبّ ودِبَبة. وقلَّ فى اسم صحيح اللام على فَعْل بفتح فسكون: كغَرْد (بالغين المعجمة لنوع من الكمأة) وغِرَدَة، أو بكسر فسكون: كقِرْد وقِرَدة.
التاسع: فُعَّل، بضم الأول، وتشديد الثانى مفتوحًا:
ويطَّرد فى وصف على وزن فاعل وفاعلة صحيحَىْ اللام، كراكع وراكعة، وصائم وصائمة، تقول فى الجمع: رُكَّع وصُوَّم. وندر فى معتلها كغازٍ وغُزَّى، كما ندر فى فَعيلة وفُعَلاء بضم ففتح، كخَريدة وخُرَّد، ونُفَسَاء ونفَّس.
العاشر: فُعَّال، بضم الأول، وفتح الثانى مشدَّدًا.
ويطَّرد كسابقه فى وصف على فاعل، فيقال: صائم وصوَّام، وقارئ وقرَّاء، وعاذل وعُذَّال، وندر فى وصف على فاعلة، كصُدَّاد فى قول القُطامىّ:
*أبْصَارُهُنَّ إلى الشُّبَّانِ مائلةٌ * وقد أَراهُنَّ عنى غيْرَ صُدَّادِ*
كما ندر فى المعتل، كغازٍ وغُزَّاء، وسارٍ وسُرَّاء.
الحادى عشر: فِعَال، بكسر ففتح مخففا: ويطَّرد فى ثمانية أنواع:
الأول والثانى: فَعْل وفَعْلة بفتح فسكون، اسمين أو وصفين، ليست عينهما ولا فاؤهما ياء، مثل كلْب وكلْبة وكِلاب، وصعْب وصَعْبة وصِعاب، وتُبدل واوُ المفرد ياء فى الجمع، كثَوْب وثِياب، وندر فيما عينه أو فاؤه الياء منهما، كضيْف وضِياف، ويَعْر ويِعار، وهو الجَدْى يُرْبط فى زُبْية الأسد.
الثالث والرابع: فَعَل وفَعَلة، بفتحتين اسمين صحيحى اللام، ليست عينهما ولامهما من جنس، نحو جَمَل وجِمال، ورَقَبة ورِقاب.
الخامس: فِعْل، بكسر فسكون اسمًا كقِدْح وَقِداح، وذِئْب وَذِئاب، ونِهْى، وهو الغدير، ونِهاء.
السادس: فُعْل، بضم فسكون اسمًا غير واوىِّ العين، ولا يائىّ اللام، كرُمْح ورِماح وجُبٍّ وجِباب.
السابع والثامن: فَعيل وفَعيلة، وَصْفىَ باب كَرُم، صحيحى اللام، كظريف وظريفة وَظِراف. وتلزم هذه الصغية فيما عينه واو من هذا النوع، فلا يُجْمع على غيرها، كطويل وطويلة وطِوال.
وشاعت أيضًا فى كل وصف على فَعْلان بفتح فسكون للمذكر، وفَعْلَى للمؤنث، وفُعلان بضم فسكون له وفُعْلانة لها، كغَضْبان وغَضْبَى وغِضاب، وعطْشان وعطْشَى وعِطاش، وكخُمْصان وخُمْصانة وخِماص
الأول : أحرف الميزان الصرفي ( ف ، ع ، ل )
والثاني : كيفية وزن الكلمة ، أو بعبارة أخرى ، ما يراعى في الميزان :
أ - إذا كانت الكلمة ثلاثية اسما كان أو فعلا قوبل الحرف الأول بـ " الفاء " والثاني بـ " العين " والثالث بـ " اللام " ، نحو : " كتب " فالكاف مقابل الفاء ، والتاء مقابل العين ، والباء مقابلة لللام .
ب- إذا كانت رباعية مجردة اسما كان أو فعلا زيد على " فعل " لام ، نحو : " جعفر ، ودحرج فوزنهما " فعلل " .
ج -إذا زيد على الثلاثي حرف أو حرفان أو ثلاثة من أحرف الزيادة المجموعة في " سألتمونيها " ينزل الزائد بنفسه في الميزان ، نحو : " قاتل " فأصل قاتل على حسب أحرف الميزان الصرفي " قتل " فالقاف مقابلة للفاء ، ، والتاء مقابلة للعين ، واللام مقابلة لللام ، والألف زائدة تنزل كما هي .
ومثلها " استقتل " فأصله " قتل " فالقاف مقابلة للفاء ، ، والتاء مقابلة للعين ، واللام مقابلة لللام
والهمزة والسين والتاء حروف زائدة تنزل كما هي .
د -وإذا زيد على الرباعي من الأفعال حرف أو حرفان نضع الزيادة كما هي في الميزان ، نحو : " تدحرج " فنقول : " تفعلل " فأصله " دحرج " الدال مقابلة للفاء ، والحاء مقابلة للعين ، والراء مقابلة لللام ، والجيم مقابلة لللام الثانية ،والتاء زائدة تنزل كما هي ، فتصبح " تفعلل " ومثلها " اطمأنَّ " أصله " طمأن " الطاء مقابلة للفاء ، والميم مقابلة للعين ، والهمزة مقابلة لللام ، والنون مقابلة لللام الثانية ،واالألف زائدة تنزل كما هي ، فتصبح " افعللّ" .
هـ - إذا ضعف حرف من الأصول " وغالبا ما يكون في العين واللام " ضعّف نظيره في الميزان ، نحو : " قطّع " احمرَّ " فنقول " فعَّل ، بتضعيف العين ، و افعلَّ بتضعيف اللام " .
و - إذا حذف حرف من الكلمة الموزونة ، حذف نظيره من الميزان ، سواء أكان المحذوف فاء الكلمة ، نحو : فعل الأمر " عد " فوزنه " عل " لأن الفعل الماضي منه " وعد " حذفت الواو وهي فاء الكلمة ، ومثله المضارع " يعد " على وزن " يعل " أو لام الكلمة ، نحو : " أب " و"يد " و أخ " فكلها على وزن " فع " .
ز - إذا حصل إبدال حرف بآخر روعي المبدل منه نحو : " اصطبر " فوزنها " افتعل "؛ لأن الطاء أصلها تاء الافتعال .
ح - إذا حصل قلب في الكلمة الموزونة قُوبل الأصل في الميزان ، نحو : " قال " يكون على وزن " فعل " إذ أصله " قَوَل " .
ط - إذا حصل قلب مكاني في الكلمة الموزونة حصل أيضا في الميزان ، نحو : " حادي " فتكون على وزن " عالف " ؛ لأنه مقلوب واحد " .
أوزان جموع التكسير
جمع التكسير
هو ما دلَّ على أكثر من اثنين بتغيير صورة مفرده، تغييرًا مقدرًا كفُلْك، بضم فسكون، للمفرد والْجمع، فزنته فى المفرد كزنة قُفْل، وفى الجمع كزنة أسْد، وكهِجان لنوع من الإبل، ففى المفرد ككتاب، وفى الجمع كرِجال.
أو تغييرًا ظاهرًا، إما بالشكل فقط، كأُسْد بضم فسكون، جمع أسدَ بفتحتين. وإما بالزيادة فقط، كصِنوان، فى جمع صِنو بكسر فسكون فيهما. وإما بالنقص فقط، كتُخَم فى جمع تُخَمة بضم ففتح فيهما. وإما بالشكل والزيادة كرِجال بالكسر، فى جمع رَجل بفتح فضم. وإما بالشكل والنقص كَكُتب بضمتين. فى جمع كتاب بالكسر. وإما بالثلاثة، كغِلمان بكسر فسكون، فى جمع غلام بالضم.
أما التغير بالنقص والزيادة دون الشكل، فتقضيه القسمة العقلية، ولكن لم يوجد له مثال.
وهذا الجمع عامًّ فى العقلاء وغيرهم، ذكورًا كانوا أو إناثًا. وأبنيته سبعة وعشرون، منها أربعة للقِلة، والباقى للكثرة.
فالقلة: من ثلاثة إلى عشرة، والكثرة: من أحد عشر إلى ما لا نهاية له.
وقيل: إنهما متفقان مبدأ لا غاية، فالقلة: من ثلاثة إلى عشرة. والكثرة: من ثلاثة إلى ما لا نهاية له.
وإنما تعتبر القلة فى نكرات الْجموع، أما معارفها بأل أو الإضافة فصالحة للقلة والكثرة، باعتبار الجنس أو الاستغراق، وقد ينوب أحدهما عن الآخر وضعًا: بأن تضع العرب أحد البناءين صالحًا للقلة والكثرة، ويستغنون به عن وضع الآخر، فيستعمَل مكانه بالاشتراك المعنوىّ لا مجازًا
ولكل من النوعين السابقين أوزان وقواعد ، حرص الصرفيون جاهدين العمل بها ، والتقيد بضوابطها ، ولكن مما تجدر الإشارة إليه قبل الخوض في أنواع وصيغ جموع التكسير ، أن نذكر أنّ هذه الجموع منها السماعي الذي لا بد من الرجوع لمعرفته إلى معاجم اللغة ، وكتب النحو للوقوف عليها ، ومنها القياسي الذي وضعت له القواعد والأوزان تطبق على كل ما توافرت فيه الشروط عند الجمع ، لذلك سينصب حديثنا على هذه الأوزان القياسية إن شاء الله .
أولا : جموع الكثرة .
الأول: فُعْل، بضم فسكون:
وينقاس فى أفْعَلَ ومُؤنّثِه فَعْلاء صِفتين، كحُمْر بضم فسكون، فى جمع أحمر وحمراء.
ويكثر فى الشعر ضم عينه إن صحت هى ولامه ولم يضعَّف، نحو:
*وَأنْكَرَتْنِى ذَوَاتُ الأعْيُنِ النُّجُلِ*
بضم الجيم جمع نَجْلاء: أى واسعة، بخلاف نحو بيضٍ وَعُمْى وغُرّ فلا يُضَم لاعتلال العين فى الأول، واللام فى الثانى، والتضعيف فى الثالث.
وكما يكون جمعًا لأفْعَل الذى مؤنثه فَعْلاء، يكون جمعًا أيضًا لأفعل الذى لا مؤنث له أصلاً، كأكْمَر لعظيم الكَمَرَة، وآدَر بالمد لعظيم الخُصية، وكذا لفَعلاء الذى لا أفعل له كَرَتْقاء.
الثانى: فُعُل، بضمتين:
ويطَّرد فى وصف على فَعُول بمعنى فاعل، كغفور وغُفُر، وصَبور وصُبُر. وفى كل اسم رُباعىّ قبل آخره مدّ، صحيح الآخِر، مذكرًا، كان أو مؤنثًا، كقَذَال بالفتح، وجمع جِمَاع مؤخَّر الرأس، وقُذُل، وحِمار وَحُمُر، وكُرَاع بالضم وكُرُع، وقضيب وقُضُب، وَعمود وعُمُد.
ويشترط فى مفرده أيضًا ألاّ يكون مضعَّفًا مَدّته ألف.
ثم إن كانت عين هذا الْجمع واوًا وجب تسكينُها، كَسُوْر وسُوْك جمعَىْ سِوار وسِواك، وإلا جاز ضمها وتسكينها، نحو قُذُل بضمتين، وقُذْل بالسكون، وسُيُل بضمتين، وسِيْل بكسر فسكون، جمع سَيال: اسم شجر له شوك، لكن إن سكنت الياء وجب كسر ما قبلها، نظير بِيْض فى جمع أبيض.
الثالث: فُعَل بضم ففتح:
ويطرد فى اسم على فُعْلة بضم فسكون، وفى فُعْلى بضم فسكون أنثى أفعل، كغُرْفة ومُدْية وحُجّة. وكصُغْرَى، وكُبْرَى، فتقول فيها: غُرَف، ومُدًى، وحُجَج، وصُغَر وكُبَر. وشذَّ فى بُهْمة بضم فسكون، وصف للرجل الشجاع: بُهَم، كما شذ جمع رُؤْيا بضم الأوَّل، ونَوْبة وقَرْية بفتح أوَّلهما، ولِحْيَة بكسره، وتُخَمة بضم ففتح، على فُعَل، للمصدرية فى الأوَّل، وانتفاء ضم الفاء فى الثلاثة بعده، وفتح عين الأخير.
الرابع: فِعَل، بكسر ففتح:
ويطَّرد فى اسمٍ على فِعْلة بكسر فسكون، كحِجَّة وحِجج، وكِسْرة وكِسَر، وفِرْية، وهى الكذب، وفِرًى. وسُمِع فى حِلية ولِحْيَة بكسر أوَّلهما: حُلىً وَلُحًى بضمه، كما سمع فى فُعْلة بضم فسكون: فِعَل بكسر ففتح، كصُورة وصِوَر.
الخامس: فُعَلَة، بضم ففتح:
ويطَّرد فى وصفِ عاقلٍ على وزن فاعل معتل اللام، كقاضٍ وقضاة، وَرَامٍ ورُماة، وغاز وغُزَاة.
السادس: فَعَلة، بفتحات:
ويطَّرد فى وصف مذكر عاقل صحيح اللام ككاتب وكَتَبة، وساحر وسَحَرة، وبائع وباعة، وصائغ وصاغَة، وبارٍّ وبَرَرة، وبعضهم يجعل هذه الصيغة أصل سابقتها، وإنما ضُمّت فاء الأولى، للفرق بين صحيح اللام ومعتلها.
السابع: فَعْلَى، بفتح فسكون ففتح:
ويطَّرد فى وصفٍ دالٍّ على هلاك، أو توجُّع، أو تشتُّت، بزنة فَعِيل، نحو قتيل وقَتْلَى، وجريح وجَرْحَى، وأسير وأسْرَى، ومريض ومَرْضَى.
أو زنة فَعِل بفتح فكسر، كزَمِن وزَمْنَى، أو زنة فاعل، كهالك وهَلْكَى، أو زنة فَيْعِل بفتح فسكون فكسر، كميت ومَوْتَى، أو زنة أفعَل كأحمَقَ وَحَمْقى، أو زنة فَعْلان، كعطشان وعَطْشَى.
الثامن: فِعَلَة، بكسر ففتح:
وهو كثير فى فُعْل بضم فسكون اسمًا صحيح اللام، كقُرْط وقِرَطة، ودُرْج ودِرَجة، وكُوز وكِوَزة، ودُبّ ودِبَبة. وقلَّ فى اسم صحيح اللام على فَعْل بفتح فسكون: كغَرْد (بالغين المعجمة لنوع من الكمأة) وغِرَدَة، أو بكسر فسكون: كقِرْد وقِرَدة.
التاسع: فُعَّل، بضم الأول، وتشديد الثانى مفتوحًا:
ويطَّرد فى وصف على وزن فاعل وفاعلة صحيحَىْ اللام، كراكع وراكعة، وصائم وصائمة، تقول فى الجمع: رُكَّع وصُوَّم. وندر فى معتلها كغازٍ وغُزَّى، كما ندر فى فَعيلة وفُعَلاء بضم ففتح، كخَريدة وخُرَّد، ونُفَسَاء ونفَّس.
العاشر: فُعَّال، بضم الأول، وفتح الثانى مشدَّدًا.
ويطَّرد كسابقه فى وصف على فاعل، فيقال: صائم وصوَّام، وقارئ وقرَّاء، وعاذل وعُذَّال، وندر فى وصف على فاعلة، كصُدَّاد فى قول القُطامىّ:
*أبْصَارُهُنَّ إلى الشُّبَّانِ مائلةٌ * وقد أَراهُنَّ عنى غيْرَ صُدَّادِ*
كما ندر فى المعتل، كغازٍ وغُزَّاء، وسارٍ وسُرَّاء.
الحادى عشر: فِعَال، بكسر ففتح مخففا: ويطَّرد فى ثمانية أنواع:
الأول والثانى: فَعْل وفَعْلة بفتح فسكون، اسمين أو وصفين، ليست عينهما ولا فاؤهما ياء، مثل كلْب وكلْبة وكِلاب، وصعْب وصَعْبة وصِعاب، وتُبدل واوُ المفرد ياء فى الجمع، كثَوْب وثِياب، وندر فيما عينه أو فاؤه الياء منهما، كضيْف وضِياف، ويَعْر ويِعار، وهو الجَدْى يُرْبط فى زُبْية الأسد.
الثالث والرابع: فَعَل وفَعَلة، بفتحتين اسمين صحيحى اللام، ليست عينهما ولامهما من جنس، نحو جَمَل وجِمال، ورَقَبة ورِقاب.
الخامس: فِعْل، بكسر فسكون اسمًا كقِدْح وَقِداح، وذِئْب وَذِئاب، ونِهْى، وهو الغدير، ونِهاء.
السادس: فُعْل، بضم فسكون اسمًا غير واوىِّ العين، ولا يائىّ اللام، كرُمْح ورِماح وجُبٍّ وجِباب.
السابع والثامن: فَعيل وفَعيلة، وَصْفىَ باب كَرُم، صحيحى اللام، كظريف وظريفة وَظِراف. وتلزم هذه الصغية فيما عينه واو من هذا النوع، فلا يُجْمع على غيرها، كطويل وطويلة وطِوال.
وشاعت أيضًا فى كل وصف على فَعْلان بفتح فسكون للمذكر، وفَعْلَى للمؤنث، وفُعلان بضم فسكون له وفُعْلانة لها، كغَضْبان وغَضْبَى وغِضاب، وعطْشان وعطْشَى وعِطاش، وكخُمْصان وخُمْصانة وخِماص