تخيل لو أنك أردت أن تعلم ابنك الأخلاق الحميدة وأخذت تلقنه إياها ليلاً
ونهاراً حتى حفظها عن ظهر قلب، فهل تعتقد أن ذلك سيجعله يكتسبها؟ هذا
مستحيل طبعا لأنه لم يمارسها وعلى ذلك فقس.
التلقين في التعليم لا يحقق الأهداف التي وضع من أجلها ولهذا السبب نجد في
عالمنا العربي وليس في بلادنا فقط أناسا يحملون شهادات عليا لكن منطقهم
وطريقة تفكيرهم لا تدل على ذلك.
وما يقال عن التفكير ينطبق على السلوك والأخلاق والشخصية فالمفروض أن
العلم يهذب السلوك ويصقل الشخصية ويكسب القدرة على التفكير السليم إلى
جانب إكساب المعرفة وإثراء الثقافة.
فالممارسة والتطبيق أمر ضروري في التعليم وهو ما نفتقده في مدارسنا، فمعظم
العلوم نظرية بحتة والتلقين هو الوسيلة الشائعة على الأغلب، وألاحظ في
تخصصي على سبيل المثال، أن العديد من معلمي ومعلمات الرياضيات يحذفون
الجزء التطبيقي من المنهج، والطلبة لا يدركون أهمية الرياضيات ودورها
الأساسي في دعم بقية العلوم.
والضرر ليس على المستوى الشخصي فقط بل ينعكس بمجمله على الدولة،
فالتعليم
بالتلقين نتاجه أشخاص حفظة غير مؤهلين لما تتطلبه الحياة العامة من اتخاذ
مواقف معينة وما يتطلبه العمل من مهارات، فتجد على سبيل المثال أن خريج
الثانوية العامة لا يستطيع إصلاح فيش كهربائي على الرغم من أنه درس
الفيزياء في سنوات الثانوية الثلاث كذلك يدرس اللغة الإنجليزية لست سنوات
ولا يستطيع أن يعبر عن أفكاره أو يناقش باللغة الإنجليزية، والأدهى من ذلك
عدم قدرة الكثير من السعوديين على الحوار أو التعبير عن الأفكار باللغة
العربية أيضاً، حتى الجامعيين منهم مع الأسف ولطرائق التدريس دور كبير في
ذلك.
إن شكوى أرباب العمل من الموظفين السعوديين لم تأت من فراغ، فالمفترض أن
الدراسة الجامعية تعد الخريج لسوق العمل، بمعنى إكسابه عدداً من المهارات
الشخصية والعقلية إلى جانب المهارات المعرفية، بحيث يستطيع ممارسة عمله
حال تعيينه أو اجتيازه دورة تدريبية بسيطة لعدة أشهر، فيتقن عمله ويبدع
فيه، لكن الواقع خلاف ذلك فالتعليم الجامعي في أغلب جامعاتنا يعتمد على
التلقين كما في التعليم العام، والحفظ هو طريق النجاح.
أمر آخر يدعو إلى إعادة النظر في طرائق التدريس التقليدية، وهو الانفتاح
على العالم وتوفر وسائل المعرفة، مما جعل أهداف التعليم مختلفة عن الماضي،
فنحن نعيش في عالم مطرد التغيير تتضاعف فيه المعلومات في سنوات قليلة، ولا
تستطيع المدارس والجامعات إعطاء جميع المعلومات المتعلقة بمجال الدراسة
وليس من المعقول فعل ذلك مع توفر المعلومات على الإنترنت، لذا فإن إكساب
الطلبة مهارة التعلم الذاتي والتعلم المستمر هو الحل لكي يمارس الطلبة
التعلم بأنفسهم.
إن المشكلة تتطلب وقفة جادة ودراسة مستفيضة على مستوى الدولة، لإعادة
النظر في برامج مؤسسات إعداد المعلم وإعادة تأهيل المعلمين على رأس العمل،
سواء معلمي التعليم العام أو الأساتذة الجامعيين، ويتم ذلك من خلال دورات
تدريبية في طرائق التدريس الحديثة واستخدام التقنية في التعليم، ليترك
التعليم الأثر المطلوب في شخصيات الطلبة ومن بعدهم لممارسة حياتهم المهنية
مستقبلاً على الوجه المطلوب
ونهاراً حتى حفظها عن ظهر قلب، فهل تعتقد أن ذلك سيجعله يكتسبها؟ هذا
مستحيل طبعا لأنه لم يمارسها وعلى ذلك فقس.
التلقين في التعليم لا يحقق الأهداف التي وضع من أجلها ولهذا السبب نجد في
عالمنا العربي وليس في بلادنا فقط أناسا يحملون شهادات عليا لكن منطقهم
وطريقة تفكيرهم لا تدل على ذلك.
وما يقال عن التفكير ينطبق على السلوك والأخلاق والشخصية فالمفروض أن
العلم يهذب السلوك ويصقل الشخصية ويكسب القدرة على التفكير السليم إلى
جانب إكساب المعرفة وإثراء الثقافة.
فالممارسة والتطبيق أمر ضروري في التعليم وهو ما نفتقده في مدارسنا، فمعظم
العلوم نظرية بحتة والتلقين هو الوسيلة الشائعة على الأغلب، وألاحظ في
تخصصي على سبيل المثال، أن العديد من معلمي ومعلمات الرياضيات يحذفون
الجزء التطبيقي من المنهج، والطلبة لا يدركون أهمية الرياضيات ودورها
الأساسي في دعم بقية العلوم.
والضرر ليس على المستوى الشخصي فقط بل ينعكس بمجمله على الدولة،
فالتعليم
بالتلقين نتاجه أشخاص حفظة غير مؤهلين لما تتطلبه الحياة العامة من اتخاذ
مواقف معينة وما يتطلبه العمل من مهارات، فتجد على سبيل المثال أن خريج
الثانوية العامة لا يستطيع إصلاح فيش كهربائي على الرغم من أنه درس
الفيزياء في سنوات الثانوية الثلاث كذلك يدرس اللغة الإنجليزية لست سنوات
ولا يستطيع أن يعبر عن أفكاره أو يناقش باللغة الإنجليزية، والأدهى من ذلك
عدم قدرة الكثير من السعوديين على الحوار أو التعبير عن الأفكار باللغة
العربية أيضاً، حتى الجامعيين منهم مع الأسف ولطرائق التدريس دور كبير في
ذلك.
إن شكوى أرباب العمل من الموظفين السعوديين لم تأت من فراغ، فالمفترض أن
الدراسة الجامعية تعد الخريج لسوق العمل، بمعنى إكسابه عدداً من المهارات
الشخصية والعقلية إلى جانب المهارات المعرفية، بحيث يستطيع ممارسة عمله
حال تعيينه أو اجتيازه دورة تدريبية بسيطة لعدة أشهر، فيتقن عمله ويبدع
فيه، لكن الواقع خلاف ذلك فالتعليم الجامعي في أغلب جامعاتنا يعتمد على
التلقين كما في التعليم العام، والحفظ هو طريق النجاح.
أمر آخر يدعو إلى إعادة النظر في طرائق التدريس التقليدية، وهو الانفتاح
على العالم وتوفر وسائل المعرفة، مما جعل أهداف التعليم مختلفة عن الماضي،
فنحن نعيش في عالم مطرد التغيير تتضاعف فيه المعلومات في سنوات قليلة، ولا
تستطيع المدارس والجامعات إعطاء جميع المعلومات المتعلقة بمجال الدراسة
وليس من المعقول فعل ذلك مع توفر المعلومات على الإنترنت، لذا فإن إكساب
الطلبة مهارة التعلم الذاتي والتعلم المستمر هو الحل لكي يمارس الطلبة
التعلم بأنفسهم.
إن المشكلة تتطلب وقفة جادة ودراسة مستفيضة على مستوى الدولة، لإعادة
النظر في برامج مؤسسات إعداد المعلم وإعادة تأهيل المعلمين على رأس العمل،
سواء معلمي التعليم العام أو الأساتذة الجامعيين، ويتم ذلك من خلال دورات
تدريبية في طرائق التدريس الحديثة واستخدام التقنية في التعليم، ليترك
التعليم الأثر المطلوب في شخصيات الطلبة ومن بعدهم لممارسة حياتهم المهنية
مستقبلاً على الوجه المطلوب