فنان سوري يدخل غينيس بأضخم لوحة نحاسية في العالم تحكي قصة سورية
سيريانيوز
الفنان علي الأسد : أرقام غنيس العربية متواضعة فصممت أن أقدم ما يليق
بمستوى وعراقة الوطن
دخل الفنان السوري علي الأسد موسوعة
غنيس للأرقام القياسية إثر نحته أكبر لوحة نحاسية في العالم تحكي حكاية سورية تحت
عنوان (سورية مهد الحضارات).
واستغرق العمل بهذه اللوحة نحو 4 آلاف
ساعة, إذ يبلغ طولها 50.10 م وارتفاعها 245 سم ، وسماكتها 2.5سم، وتزن ما يزيد عن
2طن، واستغرق تحضيرها حوالي السنة أي بمعدل عمل يومي 12- 13 ساعة. والتقت سيريانيوز
الفنان علي الأسد في مرسمه بمدينة القرداحة وكان لها معه الحديث التالي
[b]+ عن ماذا تتحدث اللوحة التي أدخلتك
موسوعة غينيس؟
اللوحة تعكس تاريخ سورية القديم منذ 9 آلاف سنة ، وتاريخ سورية الحديث
خلال القرن الماضي وحتى الآن ، وضعت بداية العمل مخططاً يتضمن تقسيم اللوحة إلى
ثلاثة أقسام القسم اليميني يضم سبع محافظات والقسم اليساري يشمل السبع محافظات
الأخرى وتم تمثيلها من خلال أهم اللقى الأثرية المكتشفة فيها ، أما وسط اللوحة يضم
تاريخ سورية وإنجازاتها خلال المئة عام الأخيرة ، طول اللوحة أكثر من 50 م
وارتفاعها 245 سم ،أطرتها بإطار زخرفي نباتي إسلامي يتضمن 78 لوحة للمرأة و
المكتشفة عبر عصور سوريا.تم تنفيذ اللوحة بطريقة هندسية تسمح بفك وتركيب القطع
المؤلفة لها والتي تتصل ببعضها البعض من خلال مقطع أو إطار زخرفي بعرض 22 سم يغطي
من منتصفه منطقة تلاقي القطع وهكذا .. لتشكل القطع لوحة متكاملة .
+ وهل تمثلت جميع الحضارات التي مرت
على سورية في اللوحة؟
لقد تضمنت تسلسل كل الحضارات التي مرت
على سورية من الساميين وحتى الآن ، كذلك أخذت من كل محافظة أهم المجموعات الأثرية ،
إضافة لشيء عن الحداثة من كل محافظة
فمن اليمين تبدأ اللوحة بمحافظة الحسكة
والتي أخذت منها الإله حدد وفارس رأس العين ، جلجامش وأنكيدو ، إله النور، ومن حمص
أميرة تدمرية ، قناع الرستن ، قلعة تدمر ، أسد عشتار ، تابوت لأحد القادة ، والملكة
زنوبيا ، من طرطوس الزورق الفينيقي المتحف الوطني ( الكاتدرائية سابقاً) ، قلعة
المنيقة ، قلعة المرقب ، ربة العنب ،مدافن عمريت البرجية ، ومن حلب قلعة سيف الدولة
الحمداني ، باب المقام ، مشهد الإمام الحسين ، خان السبيل، كنيسة القديس سمعان
العامودي ، القبر المملوكي ، ومن درعا قطاف العنب ، مسرح بصرى ، جامع فاطمة ، قوس
النصر ، فيليب العربي ، الباب النبطي ، ومن السويداء قنوات ، معبد زوس ، القوس
الروماني ، الإله زوس ، الأعمدة الكورنيشية ، الكنيسة البيزنطية ، الكليبي ، وينتهي
هذا القسم بمحافظة دمشق وأخترت منها باب القديس بولص ( باب كيسان ) ،بوابة متحف
دمشق، معبد جوبيتر ، باب الجابيه ، السيدة زينب ، والتكية السليمانية
.
أما القسم الثاني من اللوحة يمثل الحداثة تتمركز اللوحة فيه بصورة
للقائد الراحل حافظ الأسد بالطول الكامل والحقيقي وتمثل مركز ثقل اللوحة ومن حوله
تتوزع صورة الرئيس بشار الأسد وباسل الأسد و لوحة لتكريم الشهادة والشهداء والكثير
من المعالم والرموز من جميع المحافظات والتي تشير إلى سورية الحديثة والتي تحققت
خلال المئة عام وينتهي هذا القسم ببانوراما حرب تشرين .
ويبدأ القسم الثالث بمحافظة ريف دمشق،
حيث أخذت منها معلولا ، معبد جوبتر بالضمير، مسجد قارة ، هشام بن عبد الملك بن
مروان ، دير السيدة بصيدنايا، وإحدى الأميرات الدمشقيات ، ومن القنيطرة قلعة فيق ،
جامع الداغستاني ، قلعة الصبيبة ببانياس، تل أبو الندى ، كنيسة الروم ، تل كمون
حيريث ، ومن دير الزور ختم اسطواني ، نثر دير الزور ، جسر الدير المعلق ، ملك مدينة
ماري ، الثور المجنح ،حاكم مملكة ماري ، ومن إدلب أسد إيبلا، كنيسة قلب لوزه ، جامع
معرة النعمان ، اليارا ، سرجيلا ، ومنظر من أحد المدن المنسية ، ومن حماه نواعير
حماه ، قصر العظم ، أفاميا ، النثر من محفوظات المتحف، خان الحجاج ، نهر العاصي،
ومن الرقة: كنيسة سيرجيوس ، الكأس الإسلامي ، جامع المنصور، باب بغداد ( باب مشهد
الإمام علي) ، قلعة جعبر ، الفارس المغولي ، ومن اللاذقية : الإله إيل ، والمشط
العاجي ، الأبجدية الأوغاريتية ، الرأس الأوغاريتي ، الإله بعل.
ولقد بدأت اللوحة برأس الإله حدد من رأس
العين بالحسكة وأنهيتها برأس الإله بعل من رأس شمرا أي من رأس إلى رأس ، وكنت أطمح
أن تكون اللوحة أضخم لتشمل معالم أكثر ..لأن سوريا عبارة عن كنز حقيقي من الآثار
التي تدل على عراقة تاريخ هذا الوطن .
+ " سورية مهد الحضارات" لماذا
اخترتها عنواناً للوحتك ..؟
اللوحة هي عملية توثيق تاريخي وثقافي
ولها علاقة أيضاً بالعنصر السياحي، وهي نوع من تحد الذات وتقديم شيء يليق بالوطن
الذي نعتز ونفتخر بانتمائنا إليه.
+ كيف تمكنت من تلخيص 9 آلاف سنة من
الحضارة وحتى الآن في لوحة..؟
اللوحة تلخص هذه الفترة الزمنية من خلال
اللقى الأثرية المكتشفة والموجودة بسورية والصادرة في كتاب لوزارة الثقافة ، وقدر
عمر إحدى تلك اللقى بـ 9 آلاف عام.
+ ما هي مراحل التحضير التي مرت بها
اللوحة ...؟
بدأت بوضع خطة بالدرجة الأولى تتضمن
الأشياء والمفردات التي ستوضع على اللوحة، ثم بدأت برسم التصميم على ورق الكالك أو
ما يعرف بورق الزبدة ، ولصقت التصميم على اللوح النحاسي بسماكة 1.5 أو 2 أو 3
ديزييم ، ثم بدأت بعدها عملية الكز مستخدما قلم عادي فارتسم الشكل على اللوح
وباستخدام مخارز وأدوات تشبه أدوات الصائغ تمت عملية التنفير ، ومن ثم عملية الدق ،
وبعدها ملئ خلفية اللوحة بالمعجون كي تحافظ على شكلها ولضمان عدم تأثرها بالصدمات ،
وضعت لوح من الخشب بخلفية اللوحة ، وفي المرحلة الأخيرة نظفتها من الشوائب وعتقتها
باستخدام الزرنيخ .
+ وما الهدف من الدخول في عالم غينس
وأرقامه القياسية ..؟
رأيت أن الأرقام التي سجلها الوطن
العربي متواضعة ولا ترقى لتمثل الوطن ، وكذلك الأرقام التي سجلت في سورية كانت
مثلاً أكبر قرص شنكليش ، أطول سيخ كباب، أكبر صحن تبولة .... وغيرها ....مع احترامي
الشديد للجهد الإنساني الذي قدم فيها .. أردت أن أقدم شيئاً يليق بتاريخ سورية
العريق ، كان لدي طموح للدخول بموسوعة غنيس لكن الأهم من الاسم و الشخص هو اسم بلده
+ ما هي شروط التي وضعتها موسوعة
غنيس ...؟
كانت الشروط صعبة.. فكلما وقعوا معنا عقداً كانوا يشترطون شروطاً أخرى ،
فمثلاً أرادوا أن يكون طول اللوحة 50 متراً وارتفاعها مترين ودرجة النفور مختلفة من
مكان إلى آخر ضمن اللوحة نفذنا كل هذه الشروط ....والعديد من الشروط الأخرى، وفي
نهاية المطاف بلغ حجم العقد 14 صفحة تضمن الكثير من التفاصيل التعقيدية والتعجيزية
التي تتعلق بكيفية نقل واستقبال فريق غنيس الذي حضر إلى اللاذقية للاحتفال بهذا
الحدث وغيرها من الشروط التي لا مجال لذكرها الآن... لكن بالإصرار والعزيمة
والمتابعة تمكنا من الوصول إلى الهدف .
+ ما هو شعورك بعد دخول لوحتك في
موسوعة غنيس...؟
المحزن في الأمر وما يحز بالنفس أن هذه
اللوحة تهم وزارات السياحة والثقافة والإعلام ، لكن وللأسف الوزارات الثلاث لم تهتم
ولم تلتفت لهذا العمل ، علماً أني كنت أتمنى اقتناء اللوحة من جهة من تلك الجهات
وأن تبقى ملكاً لمدينة اللاذقية وفي صالة من صالات المدينة الرياضية أو أن توضع في
ساحة من ساحات اللاذقية.
+ ما هو مشروعك للمرحلة القادمة ..؟
هناك الكثير من المشاريع التي تجول في
خاطري وفيها خدمة للبلد ومن بينها تنفيذ أضخم نسخة من القرآن الكريم
.
+ قلت في أحد لقاءاتك أنك لا تحب
الأضواء .. كيف ذلك وأنت سعيت للدخول في كتاب غينس..؟
أكثر الأحيان يحمل الإنسان النقيضين،
ولكن إذا كان أبيض بشكل دائم ، الشفافية تكسره ، وإذا كان أسود بشكل دائم فهذه
كارثة ، لا يوجد إنسان لا يسعى نحو الشهرة وأن يكون علماً معروفاً لدى الآخرين ،
لكن غنيس أنت قادر على أن تجلبه إليك من خلال عملك فأنا لا أحب السكن بالمدن
الكبيرة وأقطن في ضيعة لا يتجاوز عدد سكانها 5000 نسمة جاء غنيس إليها ، ونحن علينا
أن نسعى ونفكر ماذا يمكن أن يخدمنا أو يقدم لنا غنيس،فالأعمال التي يجب أن نفكر
فيها للدخول إلى هذا العالم يجب أن تبقى أكثر من 100 سنة وأن ترقى لمستوى وسمعة هذا
الوطن العريق.
+ هل ترى المشاركة في المعارض ضرورة
..؟
إن المشاركة في المعارض تعطي الفنان
فرصة للإطلاع على فكر الآخرين وهم يطلعون على فكره وإنتاجه ، فالمشاركة شرط أساسي
للنجاح، بالتالي العمل يمكن رؤيته بأعين عديدة ومختلفة ما يساهم في تعميق التجربة
وصقل الموهبة ، والمعارض جيدة لكن شريطة تكون على سوية جيدة.
من ناحيتي لقد شاركت بأكثر من 40 معرضاً
في سوريا ولبنان و روسيا وتركيا وبلغاريا، لكن أهمها بالنسبة لي معرض الصالة
الزجاجية في بيروت.
+كيف ترى وضع الفنان في اللاذقية ..؟
الفنان في المدن الكبيرة يأخذ حقه وينال
نصيبه من الشهرة ، بينما الفنان في اللاذقية يبقى بسيطاً وتراه إما دهان أو نجار
... غير قادر على العيش من الفن لذلك يضطرأن يمتهن مهنة أخرى ، ولا بد من الإشارة
أنه من الشروط المعممة على المراكز الثقافية شراء لوحة لكل فنان عند إقامة أي معرض
، لكن هذا لا يحدث في اللاذقية.
يذكر أن الفنان علي منير الأسد استلم وثيقة غينس في الثاني من تموز
للعام الجاري ضمن حفل حضره الممثل التنفيذي لموسوعة غينيس
في الشرق الأوسط وشرق أوروبا القاضي طلال عمر %
ً.
يشار إلى ان الفنان علي منير الأسد من
مواليد "القرداحة" /1958/ وعضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق، وعضو اتحاد التشكيليين
العرب، فرع اللاذقية، صدر له كتاب "أمواج" ويتضمن دراسات في النقد الأدبي والفلسفة
، كما صدر له ثلاث دواوين شعرية وهي "تراب بحجم الجسد"، "براري الابتسامات "،
"جلجامش يبكي أنكيدو" ، وأقام معارض فردية وجماعية داخل وخارج القطر، كما أن أعماله
مقتناة داخل القطر، وقد كُرم في مهرجان "العجيلي" الرابع
للرواية العربية في "الرقة".