"القانونُ" .. يقولُ البستانيونَ "هو الشمسُ ..
القانونُ هو ما يطيعهُ كلُّ بستانيٍّ
اليومَ ، وفي الغدِ ، والأمسْ"
**
"القانونُ هوُ حكمةُ الشيوخِ"
يقولُ الأجدادُ العاجزون إذ يوبِّخونَ في وهنٍ
أحفادَهُم الذينَ يُخرِجونَ
ألسنةً ساخرةً ... ويجيبونَ:
"بل القانونُ .. هو أحاسيسُ الشباب"
**
"القانونُ" .. يقولُ الكاهنُ ، إذ يُلقي نظرتَهُ الكهنوتيةَ
وهو يفسِّر للحشدِ اللاكهنوتيّ
"القانونُ هو الكلماتُ المسطورةُ في أسفاري الكهنوتيةِ
والقانونُ هو المِنبرُ والبرجُ وجلجلةُ الأجراس"
**
"القانونُ" ... يقولُ القاضي، وهو يسدّدُ نظرتَه الشامخةَ
ويجزمُ في كلِّ وضوحٍ وبرودٍ
"القانونُ .. كما أفترضُ أنكم تعلمون
القانونُ - دعوني أشرحَ ثانيةً ما أعني -
القانونُ كما أخبرتكمُ من قبلُ .. هوَ القانونْ "
**
لكنَّ الفقهاءَ الأتقياءَ يكتبونَ:
"ليس في القانونِ .. خطاٌ أو صوابٌ..
ليس القانونُ سوى ذنوبٍ
تتبعُها عقوباتٌ ... زمانيةٌ ... أو مكانية
القانونُ هو الثيابُ التي يرتديها البشر
في كل وقتٍ... وفي كلّ موضعٍ
القانون هو صباح الخير ومساء الخير"
**
"القانونُ قدَرُنا" .. يقولُ آخرونَ
"القانونُ دولتنا" .. يقولُ آخرون
ويقولُ آخرون ... يقولُ آخرون…
"لم يعُد للقانونِ من وجود
قد مضى القانون ... مضى دونَ رجعة"
**
والحشودُ الغاضبةُ الصارخةُ
أبداً تزعقُ في غضبٍ صاخبٍ
"القانونُ .. هو نحنُ"
والأبلهُ الناعمُ ، أبداً في رفقٍ وبلاهة : "أنا"
**
لو أننا ، أيها الحبيبُ ، لا نعرفُ عن القانون
أكثرَ ممّا يعرفونَ.
لو كنتُ لا أعرفُ أكثرَ منكَ
ما علينا أنْ نفعلَ ... أو أنْ لا نفعلَ
غيرَ ما يتّفقُ الجميعُ عليهِ
راضينَ أو مُكرَهينَ
بأنَّ القانونَ هو ........ كما يعرفُ الجميع ،
فإنني - مؤمناً أنّ من السخفِ
أن نعرّف القانونَ بكلماتٍ أخرى -
سأخالفُ الآخرين
ولا أقولُ من جديد "القانونَ هو ......."
**
مثلهم نحنُ ، لا نقدرُ أن نكبحَ
الرغبةَ الشاملةَ في التخمين
أو نتملصَ من مواضعنا
نحو اللامبالاة.
رغم أنني أقدرُ في الأقل
أن أحصرَ غروري وغرورك
كي أوردَ في جبنٍ
تشبيهاً جباناً
نتبجحَ به على كل حال :
"هو مثلُ الحبِّ"
**
مثلَ الحبِّ .. لا نعرفُ من أين ولماذا
مثلَ الحبِّ...لا نقدر أن نفرضَهُ أو نتملصَّ منه
مثلَ الحبِّ..كثيراً ما نبكيه
مثلَ الحبَّ.. قليلاً ما نحفظه.
نبذه عن الشاعر و. هـ. أودن W. H. Auden (1907- 1973)
يعد و. هـ. أودن من أكبر شعراء القرن العشرين وواحدا من أكثر رواد الحداثة الأنكلواميركية تأثيرا على أبناء جيله وعلى الشعر الحديث عموما.
يتميز شعره بتنوع الأساليب وإجادة مختلف فنون وتقنيات الإبداع الشعري وبتنوع الأغراض الشعرية فقد كتب شعرا غزيرا في الحب والسياسة والدين والأخلاق وعلاقة الإنسان الحديث بمتغيرات عصره وردود فعله تجاه أحداثه الكبرى.
كتب في المسرح الشعري والنقد واختير عام 1956 ليشغل كرسي الشعر بأكسفورد