بسم الله الرحمن الرحيم
لمـــاذا نصلي؟؟!!
نقيم في اليوم خمس صلوات قائمين ساجدين راكعين متوجهين بصلاتنا إلى المولى عز وجل فلماذا نصلي ؟
قد يبدو السؤال للبعض موضع استغراب والبعض الآخر متلهفاً للجواب حتى يقنع عقله وقلبه ولإجلاء كل هذا وذاك فياترى لماذا نصلي ؟!
أخي القارئ سأترك جواب هذا السؤال لك ولكن ليس قبل أن تجيب على الأسئلة المطروحة ...
أرأيت يا صاح لو أن إنسانا قدم إليك هدية أو عون بأي شكل من أشكاله كحمل متاع لك أو أرشدك إلى الطريق الصحيح بعد أن اشتدت بك الحيرة أو دفع معك سيارتك أو ناولك شيئاً قد سقط منك . أليس أقل شيء تفعله هو كلمة شكراً أو تبدي إحسانك على تكرمه وتحترمه في نفسك وتقدر عمله . لا أظن يا أخي إلا أن يكون جوابك ببلى .. بل إنك تتمنى أن تكافئه على معروفه بأحسن منه . وكلما كان الفضل أكبر كلما كان التقدير أكبر وأعظم.
فيا أخي ألا ترى أنه ليس هناك من متفضل ومنعم مثل الله سبحانه وتعالى عز وجل الذي منحك العقل والحواس وجعلك في أحسن صورة ألم تنصت إلى قوله تعالى﴿ الذي خلقك فسواك فعدلك ﴾ ولم يجعلك كالبهائم فتمشي على بصيرة من أمرك إلا الذين عطلوا عقولهم فصاروا يتخبطون في سيرهم . وألا ترى أن الذي أعطاك الصحة والعافية والذي أغدق عليك الرزق الطيب ﴿ وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون ﴾ ووهب لك الأهل والولد والمال وزين بهم حياتك المال والبنون زينة الحياة الدنيا وقبل هذا كله هناك إلى الدين القويم وأنقذك من التخبط في شباك الأديان الوهمية المغرقة في ضلالها وغوايتها.
أبعد كل هذا تجحد وتنكر عبودية المولى عز وجل وترفض وتتكاسل وتتهاون من السجود له ؟ وما عبوديتك له إلا عزاء لتكبرك جحودا أو ذلا، والله ما أمرك بالصلاة إلا إحسان منه وتكرم فكيف تقبل إحسان البشر ولا تقبل إحسان رب البشر.
ثانيا.. ألم تتأمل يوما من أيام حياتك الفانية ولحظات عمرك قريب الأجل أن الذي خلقك هو العالم بشؤونك كلها جُلها وصغيرها فهو يعلم ما تؤول إليه حالتك ولا يغيب عنه من أمرك شي فيعلم إذا ما أصابتك مصيبة وشدة وكيف لا وهو الذي أنزل بك هذه البلوى ليمتحنك فكيف بك يا أخي إذا ما نزلت بك الشدة والكربة إلى من تدعو وتلجأ وإلى من يلهج اللسان ؟ ألا يلهج إلى من ابتلاك وترجوه حتى يدفع عنك ما أنت عليه.
إذاً اعلم يا أخي أن الصلاة عون لك على الشدائد وحل العقد المعضلات فتستمد منها الصبر والقوة على العواقب وبها تجمع ما بين الصبر الدعاء لتفريج الهموم مصداقا لقول الله تعالى ﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾ فهي راحة لفكرك وراحة لجسمك ومن مشاغل الحياة وعناء الدهر.
ثالثا .. اعلم يا أخي إنك تحب الجنة وتكره أن تكون من أصحاب النار (نعوذ بالله منها ) وتريد الابتعاد عن ارتكاب الذنوب والآثام والخطايا فالصلاة خير ملاذ لذلك فهي تنهاك عن إيتاء الفواحش والمنكر﴿ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..﴾ وأنت بحاجة إلى عزيمة وإرادة حتى تقيم صلاتك ومن ثم تتخلص من المداومة على الخطأ..
..أرأيت أيها الإنسان أن الله ما شرع لك شرعا إلا لصلاحك وإسعادك فهل تنكر ذلك ؟
رابعا .. يا صاح لو كنت تمشي بسيارتك بسرعة وخرجت عن الحدود المعقولة فأوقفك شرطي لأحسست بانقباض ولحسبت لذلك ألف حساب. ولو هددك الأمير لما هدأ لك جفن ولو هددك صاحب السلطة العليا في البلاد لانقطع ظهرك هلعا ورعبا فكيف يا أخي إذا ما توعدك المنتقم الجبار، فأين تذهب وتروح ومن يحميك .
يا أخي أعلم أنه لا منجى ولا ملجأ منه ومن غضبه إلا إليه واتباع أمره وإقامة صلاتك وإحسانها، فهل يا ترى سينجيك أسفك وبكاؤك إذا عاينت النار ؟، وأي فائدة تدخرها لأخرتك في دنياك لمخافة أمر رب العباد وأي خسارة لحقتك إذ صليت وسجدت وركعت ؟ وأيهما أحب إليك أن تكون مع السعداء في الجنة أم مع الأشقياء في النار ؟ هل من إجابة تشفي الغليل وتروي الظمأ ؟
والآن تغير الإبهام والاستفسار فصار : لماذا لا نصلي ؟ وما هي حجتنا التي سنقيمها أمام الملك والقدوس ؟
يا أخي قم الآن ولا تًسوف فما فاز من سّوف وأبعد عنك التسويف وأقم صلاتك وأحسنها وأحسن قيامها وركوعها وسجودها وقوي عزيمتك وإرادتك فأنت أمام مالك الملك مراقب حركاتك وأقوالك أفلا تستحي منه وأنت تعصيه وهو يراك ،وإن كنت فعلا تجد مكان لا يراك فيه الواحد الأحد وأنت تزاول المعية فاعصه، ولكن هيهات هيهات أنّى لك هذا وهو السميع العليم ؟
أيها الإنسان الضعيف هذه كلماتي لك فعسى أن تخترق العقول والقلوب وتستقر فيها وتصير مستودعاً لاتخرج منه إذا كانت هذه الكلمات فعلا ستعين على شحذ الهمم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلقيها عليكم ملائكة الرحمن في دار الجنان
منــقــــــــــول
لمـــاذا نصلي؟؟!!
نقيم في اليوم خمس صلوات قائمين ساجدين راكعين متوجهين بصلاتنا إلى المولى عز وجل فلماذا نصلي ؟
قد يبدو السؤال للبعض موضع استغراب والبعض الآخر متلهفاً للجواب حتى يقنع عقله وقلبه ولإجلاء كل هذا وذاك فياترى لماذا نصلي ؟!
أخي القارئ سأترك جواب هذا السؤال لك ولكن ليس قبل أن تجيب على الأسئلة المطروحة ...
أرأيت يا صاح لو أن إنسانا قدم إليك هدية أو عون بأي شكل من أشكاله كحمل متاع لك أو أرشدك إلى الطريق الصحيح بعد أن اشتدت بك الحيرة أو دفع معك سيارتك أو ناولك شيئاً قد سقط منك . أليس أقل شيء تفعله هو كلمة شكراً أو تبدي إحسانك على تكرمه وتحترمه في نفسك وتقدر عمله . لا أظن يا أخي إلا أن يكون جوابك ببلى .. بل إنك تتمنى أن تكافئه على معروفه بأحسن منه . وكلما كان الفضل أكبر كلما كان التقدير أكبر وأعظم.
فيا أخي ألا ترى أنه ليس هناك من متفضل ومنعم مثل الله سبحانه وتعالى عز وجل الذي منحك العقل والحواس وجعلك في أحسن صورة ألم تنصت إلى قوله تعالى﴿ الذي خلقك فسواك فعدلك ﴾ ولم يجعلك كالبهائم فتمشي على بصيرة من أمرك إلا الذين عطلوا عقولهم فصاروا يتخبطون في سيرهم . وألا ترى أن الذي أعطاك الصحة والعافية والذي أغدق عليك الرزق الطيب ﴿ وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون ﴾ ووهب لك الأهل والولد والمال وزين بهم حياتك المال والبنون زينة الحياة الدنيا وقبل هذا كله هناك إلى الدين القويم وأنقذك من التخبط في شباك الأديان الوهمية المغرقة في ضلالها وغوايتها.
أبعد كل هذا تجحد وتنكر عبودية المولى عز وجل وترفض وتتكاسل وتتهاون من السجود له ؟ وما عبوديتك له إلا عزاء لتكبرك جحودا أو ذلا، والله ما أمرك بالصلاة إلا إحسان منه وتكرم فكيف تقبل إحسان البشر ولا تقبل إحسان رب البشر.
ثانيا.. ألم تتأمل يوما من أيام حياتك الفانية ولحظات عمرك قريب الأجل أن الذي خلقك هو العالم بشؤونك كلها جُلها وصغيرها فهو يعلم ما تؤول إليه حالتك ولا يغيب عنه من أمرك شي فيعلم إذا ما أصابتك مصيبة وشدة وكيف لا وهو الذي أنزل بك هذه البلوى ليمتحنك فكيف بك يا أخي إذا ما نزلت بك الشدة والكربة إلى من تدعو وتلجأ وإلى من يلهج اللسان ؟ ألا يلهج إلى من ابتلاك وترجوه حتى يدفع عنك ما أنت عليه.
إذاً اعلم يا أخي أن الصلاة عون لك على الشدائد وحل العقد المعضلات فتستمد منها الصبر والقوة على العواقب وبها تجمع ما بين الصبر الدعاء لتفريج الهموم مصداقا لقول الله تعالى ﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾ فهي راحة لفكرك وراحة لجسمك ومن مشاغل الحياة وعناء الدهر.
ثالثا .. اعلم يا أخي إنك تحب الجنة وتكره أن تكون من أصحاب النار (نعوذ بالله منها ) وتريد الابتعاد عن ارتكاب الذنوب والآثام والخطايا فالصلاة خير ملاذ لذلك فهي تنهاك عن إيتاء الفواحش والمنكر﴿ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..﴾ وأنت بحاجة إلى عزيمة وإرادة حتى تقيم صلاتك ومن ثم تتخلص من المداومة على الخطأ..
..أرأيت أيها الإنسان أن الله ما شرع لك شرعا إلا لصلاحك وإسعادك فهل تنكر ذلك ؟
رابعا .. يا صاح لو كنت تمشي بسيارتك بسرعة وخرجت عن الحدود المعقولة فأوقفك شرطي لأحسست بانقباض ولحسبت لذلك ألف حساب. ولو هددك الأمير لما هدأ لك جفن ولو هددك صاحب السلطة العليا في البلاد لانقطع ظهرك هلعا ورعبا فكيف يا أخي إذا ما توعدك المنتقم الجبار، فأين تذهب وتروح ومن يحميك .
يا أخي أعلم أنه لا منجى ولا ملجأ منه ومن غضبه إلا إليه واتباع أمره وإقامة صلاتك وإحسانها، فهل يا ترى سينجيك أسفك وبكاؤك إذا عاينت النار ؟، وأي فائدة تدخرها لأخرتك في دنياك لمخافة أمر رب العباد وأي خسارة لحقتك إذ صليت وسجدت وركعت ؟ وأيهما أحب إليك أن تكون مع السعداء في الجنة أم مع الأشقياء في النار ؟ هل من إجابة تشفي الغليل وتروي الظمأ ؟
والآن تغير الإبهام والاستفسار فصار : لماذا لا نصلي ؟ وما هي حجتنا التي سنقيمها أمام الملك والقدوس ؟
يا أخي قم الآن ولا تًسوف فما فاز من سّوف وأبعد عنك التسويف وأقم صلاتك وأحسنها وأحسن قيامها وركوعها وسجودها وقوي عزيمتك وإرادتك فأنت أمام مالك الملك مراقب حركاتك وأقوالك أفلا تستحي منه وأنت تعصيه وهو يراك ،وإن كنت فعلا تجد مكان لا يراك فيه الواحد الأحد وأنت تزاول المعية فاعصه، ولكن هيهات هيهات أنّى لك هذا وهو السميع العليم ؟
أيها الإنسان الضعيف هذه كلماتي لك فعسى أن تخترق العقول والقلوب وتستقر فيها وتصير مستودعاً لاتخرج منه إذا كانت هذه الكلمات فعلا ستعين على شحذ الهمم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلقيها عليكم ملائكة الرحمن في دار الجنان
منــقــــــــــول