الشركسي التائه بين الاسئلة في العنازة ..!
لم يخطر على بالي وانا اساعد في حمل صندوق التفاح من البراد الضخم الى السيارة انني بهذه الزيارة سأرتبط الى الابد بشوارع القرية وحاراتها وانني عما قريب سأحتفظ في الجينات بقصائد تحمل البصمة الاولى وفي البدء كانت الكلمة وكانت كلمة البدء : زيارة ... !!!
فيما اقلم اظافري في السيارة المتجهة الى العنازة كنت استمع الى الحوار الطريف بين الصديق العتيد ووالده .. ماذا لوصح كلام الوالدة وكانت الفتاة حولاء .. هل نكمل الزيارة ام نختصرها تعبيرا عن انتهاء الموضوع .. هل سيكون من اللائق البحلقة في عيون الصبية بحثا عن زاوية غير متطابقة في الجهة الاخرى ؟ ماذا لو صدف ان الفتاة حولاء في بعض الاوقات وفي الاخرى صحيحة خادعة النظر .. !!! ماذا لو اكتشف والدها اننا نختلس النظر فتصرف غريزيا ولطشنا بالقارورة على قلة الذوق وقد يكون هو احولا ايضا !!! ضحكت اكثر فقال لي والد الصديق اراك ساكتا لم تعلق بشيئ قلت ببرود : لم تناقشوا المسألة الاهم من حول الصبية .. ماذا سيكون مصير صندوق التفاح هل نعيده معنا ام نبقيه ؟!!!....
لم تكن الصبية حولاء لكن الصديق ووالده لم يفهموا سر العيون السوداء الكبيرة فضاعا في التفاصيل فيما كنت انا مشغولا بصحن العنب والمتة والحديث الشيق عن : الشركس قرب بانياس .. و بعد مناقشة طويلة فوجئت بسؤال : من هم الشركس اساسا ؟؟ وكيف يتزوجون بالخطيفة ؟؟؟ ولما لا يتزوجون مثل ( العالم والناس !)
فلمن سألني انذاك ولمن يفكر بالسؤال لاحقا ... جوهر الجواب: الشركسي لحبيبته : أنت لي وافق اهلك ام رفضوا !!........
سيدة اديغية من عمان كتبت عن زواج فاشل لابنتها لم يدم سوى شهر واحد ثم انتقلت وزوجها الى قاعة المحكمة الشرعية تطلب الطلاق لعدم التوافقوبينما تتم اجراءات الطلاق في ثقافة الكراهية المتبادلة بين الزوجين تصرخ السيدة الاديغية اياها تطلب من المجتمع الغاء الخطيفة من العادات الاديغية بقرار نهائي انضمت الى تلك السيدة دعوات عديدة تتفق معها وتطلب من المجتمع والجمعيات الاديغية الاتفاق على الغاء الخطيفة اجتماعيا دون وضع تصور عقابي واضح لمن يخالف هذا الالغاء ونتائج من يتزوج بالخطيفة .. هؤلاء يستغلون النسب العالية لحالات الطلاق ويرجعونها الى الزواج المتسرع خطفا , وفيما يطرح الموضوع ضمن اللقاءات العائلية وعلى مستويات مختلفة تشهد الزيجات الحديثة ارتفاعا في استخدام الخطيفة ...!!!!!
ترجع الخطيفة الى عادات الاديغة منذ الاف السنين وهي ان بدأت كتعبير عن الفروسية والسمو بالحب الى درجة الاقرار الا انها شهدت تداخلا مع الشرع الاسلامي في وقت لاحق منذ دخول الاديغة الى الاسلام وضبطها بما لاتخالف الشرع في التفاصيل والنهايات وصولا الى كتب الكتاب الشرعي ولا يستطيع احد من الاديغة الادعاء بعدم شرعية الخطيفة انطلاقا من الدين ولكن البعض يستخدمها انطلاقا من العادات الاجتماعية للوسط المحيط بالاديغة في بلدان المهجر .. مع الالية والضوابط الدقيقة للخطيفة الاديغية الا ان البعض يستغل الدين الاسلامي لرفضها من داخل الاديغة انفسهم هؤلاء الذين ظهروا مع تضاؤل الايديولوجيا في العالم بشتى اتجاهاتها يهتفون ليس في الاسلام ما يعرف بالخطيفة فاليات الزواج واضحة وشروطها واركانها وما الخطيفة الا ضرب لبعض لاركان الزواج التي تستلزم الولي الشرعي وموافقته والا فالقاضي الشرعي وفق شروط معينة .. لا يتحدث هؤلاء عن وجود الولي في عقد الزواج خطفا ولا عن توافر كل اركان الزواج الشرعي .. انه استخدام خاطئ لفكرة لا محل لها هنا
!! الفئة الثانية تقول ان التسرع اللا موضوعي وتسارع اليات الزواج خطفا تؤدي الى نتائج كارثية لعدم توفر الوقت الكافي للتعارف بين الزوجين ثم قتل لرأي الاهل وخبرتهم في الزواج ونكران للجميل لسنوات التربية الاسرية الطويلة ...هذا صحيح الى حد ما .. لكن عند النظر الى مجتمعنا وصغره والاديغة خابزة التي يلتزم بها جميع الاديغة تؤدي الى نشوء مجتمع متماثل جوهرا في اليات التربية والسلوك الاجتماعي وما الاختلاف هنا الا شكلا لا موضوعا فضلا عن المعرفة المسبقة لجل العائلات الاديغية واصولها في أي منطقة جغرافية في العالم فيمكن للاديغي في عمان الاردنية معرفة أي اديغي من سوريا وببساطة من خلال اسم العائلة والاب والطلب الى اقاربه في سوريا كافة التفاصيل الممكنة والغير ممكنة لهذا الشخص او ذاك ,هذا على مستوى المساحات الجغرافية الواسعة فكيف في المدينة الواحدة ان استغلال عدم المعرفة بالطباع صحيح .. لكن اين يوجد التطابق المثالي في هذا العالم حتى يتوافر لدينا ..؟
الفئة الثالثة تقول ان الاديغة يعيشون في دول مضيفة ترى في الخطيفة عارا ويستحيل على الاديغة اقرار العادات الاديغية في الوسط المحيط ومن غير المعقول اقناع من يرى الخطيفة عارا بأنها تعبير عن الرجولة فيطالبون مع البقية بفهم ظروف الاديغة في بلدان المهجر والغاء الخطيفة من العرف الاديغي في بلدان المهجر .. ينسى هؤلاء ان المجتمعات المحيطة بالاديغة اينما وجدوا هي خليط من عدة مجتمعات اخرى لها عادات وتقاليد تتضارب مع بعضها البعض ويمكن طرح الرأي هذا ان تم الغاء جميع العادات للاخرين وضبطها ضمن اطار واحد يأخذ بعين الاعتبار الخصائص لكل مجتمع بغية الوصول الى المجتمع المتجانس الواحد .. اديغة ..عرب.. ارمن .. اكراد .. وبالطبع فهذا مستحيل فلما علينا الالتزام برؤية واحدة من ضمن عشرات الرؤى الاخرى
ليس لزام على الاديغة اينما كانوا تقديم كشفا يتفق مع رؤية الاخرين المختلفين أصلا ,نحن ننشر ثقافتنا للتوضيح لا للاقناع رغبة منا بالتواصل مع الاخر باحترام الخصائص لكل منا فان رأى هذا الاخر تضاربا مع عاداته واعرافه الاجتماعية فهذه مشكلته وليست مشكلة اديغية !! ..