اهلا وسهلا بكم 
من طرف زائر الأربعاء مايو 04, 2011 7:00 am
بعد المسلسلات "المكسيجزيرية" و التي فاقت التوقعات بـ أعداد أبطالها الذين هم شلّة من شهود عيان الذين يتربعون على قائمة النجوم الأكثر أضحاكاً للشارع السوري و بعد أن أصبح هنالك فقرة ترفيهية على شاشاتنا السورية لفضح و ترفيه المشاهد السوري بأخطاء و عثرات هؤلاء الشهود العيان و بعد أن أنهارت مصداقية بعض المحطات كالجزيرة و العربية و الـ بي بي سي و غيرها من المحطات التي تستقي أخبارها من أولائك الشهود الذين أصبحوا كالأعلام يتنقلون بين المحطات و بين المناطق بكبسة زر واحدة .
و كما يقول المثل العربي : "إن لم تستح فإفعل ما تشاء" !!! و بالدخول لموضوع هذه المقالة و أكثر ما لفتني هذا اليوم هو الأمر الخطير جداً جداً أو بالأحرى الخبر الخطير الذي قامت الجزيرة و العربية بإذاعته كـ خبر عاجل و هو كالتالي :
"قوات الجيش السوري تقتحم مدينة بانياس بعدما قطعت المدخل الشمالي و الجنوبي"
و في نفس الوقت هذا الخبر الثاني و هو الأخطر :
"النظام السوري يقوم بتسليح أهالي القرى المحيطة في بانياس" !!!!
توقيت إذاعة الخبر هو : 11.20 من ليل يوم 3/5/2011 و المصدر تراوح بين المحطات فمنها من نسب الخبر إلى "المعارضة السورية" و "المناوئين للنظام السوري" و "رويترز" و لكن و لحد إعداد هذه المقالة لم تسمع طلقة رصاص واحدة في بانياس فإذن من أين تأتي هذه الأخبار و من هو المصدر و ما هي الغاية .
كما تحدثت في مقالة سابقة و كانت بعنوان "أحداث درعا ... أسئلة بلا أجوبة" و التي تحدثت فيها عن الغوغائية التي تتعامل معها القنوات الفضائية في تداول الأحداث في سوريا و في تلك المقالة لفت الإنتباه إلى أن الكثير من الأخبار التي أذاعتها تلك المحطات كانت تذاع قبل حصولها و أشرت هناك إلى احتمالية أعتماد تلك المحطات في حصولها على الخبر على عدد من المتنبأين و المبصرين كأمثال : "ميشيل الحايك" و "سمير زعيتر" و "كارمن شماس" و غيرهم ... فهل عادت تلك المحطات للإعتماد على هؤلاء بعد أن سقطت نظرية شهود العيان ؟؟؟
لا ندري ... لكن ما نعلمه أن هذا الخبر إنتظرنا ساعة كاملة و لم يحدث فإذن سنعتبرها عثرة أو سقطة و ننتقل إلى تحليل الأمر الخطير و هو الخبر الثاني و هو عن تسليح النظام السوري لأهالي القرى المحيطة في بانياس .
إعذروني فأنا سوف أتكلم ببساط أحمدي و لن أترك شيئاً و لن أموه عن شيئ ... فما المقصود بتسليح القرى المحيطة ببانياس ؟؟؟
كلنا نعرف أن بانياس كمدينة يتجاوز عدد سكانها الـ 65000 نسمة و يكثر عدد السكان في القرى التابعة لها و كنسبة مئوية تغلب الطائفة "العلوية" في التعداد السكاني بشكل كبير جداً فكلنا نعلم أن سكان القرى أو ما يعرف بـ "أهل الجبل" هم من الطائفة العلوية بالكامل هذا إذا أستثنينا بعض القرى القليلة التي تتبع إلى الطائفة "السنية" كـ "البيضة" "البساتين" "المرقب" و غيرها من القرى التي لا يتجاوز عددها العشرة فإذن المراد بهذا الخبر هو التالي : "النظام السوري يقوم بتسليح سكان الجبل "العلويين" لقتال المناوئين "السنة" " !!! ... نعم أخوتي الكرام منذ شهور و شهو تكلمت مطولاً عن قناتي "صفا" و "وصال" و حذرتكم منها و بأنها تبث الفتن و تحرض على العنف الطائفي على مدار الساعة و لكن لم يقرأ أحد مقالتي و ها هي كلماتي تبرهن صحتها ... فهذه القنوات المشينة و التي تساوي بقذارتها قنوات الدعارة مع أني أحبذ قنوات الدعارة عليها فعلى الأقل قنوات الدعارة قد تشبع غرائزنا الجنسية أما تلك القنوات فهي تشعل فينا نار القتل و التفرقة و التحريض ضد الآخر و أستخدام العنف ضد بعضنا بعضاً ... هذه المحطات قد جعلت من مفهوم ما يسمى بـ "الثورة السورية ضد بشار الأسد" جعلتها "ثورة السنة ضد العلويين" !!!
نعم أخوتي القراء مهما كانت أديانكم و طوائفكم ... هذه هي الحقائق التي يتحاشى أي أعلام أن يتداولها فنجوم تلك المحطات هم أصحاب الفتن و الفتاوى الحقيرة من "العرعور" و "القرضاوي" و غيرهم من هؤلاء الذين يسوقون الناس و يجيشون الناس تجييشاً طائفياً و لعلنا رأينا هذا في بانياس و درعا و غيرها من المدن و في شهادات الذين ألقت السلطات المختصة القبض عليهم .
هنا أعود و أذكركم بالدعوات على الجهاد ... ضد من كانت وسائل الإعلام قالت أن دعوات الجهاد كانت ضد الجيش و القوى الأمنية و هذه نصف الحقيقة ... فـ شعار "المسيحية ع بيروت ... العلوية ع التابوت" و ما شهدناه من جريمة بشعة بحق الشهيد "نضال جنود" و أولئك الشهداء الثلاثة من قريتي "السودا" و "شاص" و كلهم كانو من المدنيين العزل لا يتطابق مع مفهوم الإعلام للجهاد .
لا أريد أن أقلب الأحقاد و أنا شخصياً لا أؤمن بالطوائف حتى أقلب الناس و أحرضهم ضد بعض فأنا إنتمائي "علماني" 100% و لكن من شروط حل الأزمات هو الحوار الشفاف ... فكفانا سكوتاً و تجميلاً و صمتاً و تمويهاً للأحداث .. فعندما نضع الأمور في نصابها نصل إلى الحل المنطقي .
بالعودة للوراء في تاريخ الأحداث و تسلسلها علينا أن نتذكر ماذا فعل الجيش و القوى الأمنية في المظاهرات و الإعتصامات السابقة ... لقد كانت القوات الأمنية تقوم بقطع الطرقات المؤدية إلى بانياس "البلد" من طريق "القدموس" و طريق "جبلة" من أجل ألا تدع مجالاً لحدوث أي تصادم بين الطوائف لأن الأعتصامات و المظاهرات كانت تتسم بلون واحد مع أن قلة ساهمو بهذه التظاهرات من العلويين و عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة لكن ظلت الأعتصامات و التظاهرات مطبوعة بلون واحد ... فإذن القوى الأمنية كانت على علم بحقيقة ما يحصل و بالمشاريع المستقبلية و هذا ما ظهر جلياً في الكم الهائل من الأشاعات التي ظهرت و التي كان الهدف منها أستدراج الشارع البانياسي لأحداث مشاكل طائفية و حروب أهليه ... إذن ماذا فعل النظام ... النظام و أجهزة الأمن أنشغلت بكامل قوامها بمنع أحد من النزول إلى ساحات الأعتصام و لم تقترب متراً واحداً من المتظاهرين إذن لماذا يغير النظام سياسته ؟؟؟
سوف أتكلم كلاماً أفتراضياً ... لو حاول النظام أن يفعل هذا الأمر فهذا دليل على "ضعفه" و لكن أثبتت الحقائق و الدراسات و كل الوقائع أن النظام السوري أصبح أقوى مم كان عليه فإذن لا مصلحة له في إفتعال مثل هذا الأمر .. إذن لماذا أذيع هذا الخبر و ما الغاية منه ؟؟
لنتمعن في الخبر جيداً و نحلل فيه ... الإشاعات و الأخبار الكاذبة التي تطلق و هذا عرف دولي و يسمى بالحرب النفسية تطلق من أجل أستدراج الطرف الأخر أو أغضابه أو تحذيره ... فإذن على ماذا يبرهن هذا ... عندما كانت تطلق الإشاعات سابقاً بأن مجموعات مسلحة تأتي من "الصليبة" و تحرق المحلات التي أصحابها "علويون" كانت تطلق من أجل أشعال الشارع العلوي و بالعكس .
إذن لماذا أطلقت هذه الأشاعة أو هذا الخبر ... إن دل هذا على شيئ فهو يدل على إنقسام موجود في صفوف من يسمون أنفسهم بـ "الثوار" أو "الأحرار" أو "المناوئين للنظام" في بانياس فبعد أن أصبحت نظرية الشبيحة نظرية ساقطة و أصبح من الجلي تبيان كذبها يحاول البعض أن يستخدم الورقة الأخيرة التي لطالما أستخدمها سابقاً لتوحيد "بانياس البلد" و هي ورقة الطائفية و المقصد خلق إشاعات كاذبة مفادها أن : الطائفة "العلوية" تتسلح من أجل أن تشن هجوماً على "السنة" و هذا أمر مناف للحقيقة و لتسلسل الوقائع .
أرجو من الجميع التحلي بالصبر و ضبط النفس و عدم الأنسياق وراء الأشاعات الكاذبة التي أصبحت تطلق بالعشرات يومياً و خاصة بعد أن أصبحت وسائل الأعلام تتبنى هذه الأشاعات و تنسبها إلى مصدر مسؤول .
أخيراً أختم هذه المقالة بتقديم اسم المصدر المسؤول الذي تم نقل هذا الخبر عن لسانه :
"أنس الشغري" ... نعم لقد قام الشاب "أنس" الذي كان له دور القيادة في العديد من المظاهرات و هو في عقده الثاني بالعمر و يدرس سنة ثالثة أقتصاد قام هذا الشاب بالإتصال مع وكالة "رويترز" و تقديم هذين الخبرين لها بما أنه أصبح من المصادر المسؤولة لوكالات الأنباء و القنوات الفضائية و هذا ما نقلته "فرانس 24" .
إذن بعد تبيان الأسباب و الدوافع و المصادر أتمنى منكم جميعاً أن تفكروا ملياً في أي خبر و أن تحاولوا أن تستخدموا عقولكم لا عواطفكم في القيام بأي عمل فالعقول هي السلاح الوحيد و الدرع الأخير الذي سينتشلنا من هذه الأزمة و من هذه الفتن التي يريدنا البعض أن نقع بها .
و أعتذر أخيراً عن صراحتي و عن تكلمي بشفافية قد أنتقد عليها لكن علينا ألا نختب خلف أصابعنا .
منقول
بـــرجـــــــي
