قصيدة لسيدنا علي كرم الله وجهه يصف فيها الجنة
إعمل لدار البقا رضوان خازنها ..... الجار أحمد والرحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها ..... والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل ..... والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة ..... تسبح الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار بالفردوس يعمرها ..... بركعة في ظلام الليل يخفيها
أو سد جوعة مسكين بشبعته ..... في يوم مسغبة عمَّ الغلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت ..... أن السلامة فيها ترك ما فيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ..... ودارنا لخراب الدهر نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ..... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه ..... ومن بناها بشر خاب بانيها
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت ..... للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الإقامة تنجي النفس من تلف ..... ولا الفرار من الأحداث ينجيها
تلك المنازل في الآفاق خاوية ..... أضحت خرابا وذاق الموت بانيها
أين الملوك التي عن حظها غفلت .... حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
أفنى القرون وأفنى كل ذي عمر ..... كذلك الموت يفني كل ما فيها
نلهو ونأمل آمالا نسر بها ..... شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس أصول التقى ما دمت مقتدراً ... واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
تجني الثمار غداً في دار مكرمة ..... لا منَّ فيها ولا التكدير يأتيها
الأذن والعين لم تسمع ولم تره ..... ولم يجرِ في قلوب الخلق ما فيها
فيالها من كرامات إذا حصلت ..... وياله من نفوس سوف تحويها